قرائنا الأعزاء ... إذا كنتم ترغبون في قراءة موضوع ما ... أو كنتم ترغبون بإرسال مقال أو موضوع علمي ... أرجوا منكم التواصل على الإيميل التالي :

hamzahamaira@hotmail.com

الأحد، 12 أغسطس 2012

" تيد باندي " الوحش الذي أرعب أميركا " Ted Bundy " monster that terrorized America


" تيد باندي " الوحش الذي أرعب أميركا
" Ted Bundy " monster that terrorized America


سفاح أمريكي مشهور ... يعتبر من أشهر سفاحي القرن العشرين وأكثرهم إثارة للرعب ... العدد الكلي لضحاياه غير معروف حتى يومنآ هذا ... ولكنه اعترف بارتكآب ثلاثين جريمة قتل ... إلا أن الخبرآء يعتقدون بأنه ارتكب ما يفوق المآئة ...!
ولد " تيد باندي " في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر من عام 1946 ... وانتقل وهو في الرابعة من عمره ليعيش مع أخته الكبرى في واشنطن عند بعض الأقارب وهناك تزوجت أخته من شآب يدعى " جوني باندي " وأنجبت منه أربعة أطفال صاروا عبئاً على " تيد " وشكلوا بداية حياته المأساوية ... ولو أردنا الحديث عن مراهقته فقد كان " تيد " خجولاً للغاية وكان يتعرض لمضايقات من زملاءه بكثرة ... كما أنه كان طالباً متفوقاً ... وقد حافظ على معدله العالي بعد إنهاء دراسته الثانوية ودخوله إلى الجامعة .
ولكنه في الكليه تغير تماماً ... حسب شهادة زملاءه ... يقول أحد أصدقاءه لاحقاً بأنه قد أصبحت لـ " تيد " شعبية بين الطلبة على الرغم من خجله ... وقد عرف بينهم بالأناقه والسلوك المهذب اللطيف ولم يكن يواعد الفتيات قط ... !
بل إنشغل برياضة التزحلق والاطلاع على السياسة وأحد أسباب ذلك - حسب قوله - هو انشغال والدته عنه بالصغار وقد قال : " لم نكن نتحدث كثيراً عن الأمور الشخصية ... وطبعاً لم نتحدث بتاتاً عن الجنس أو أي شيء من هذا القبيل ... فقد كانت أمي رهيبة للغاية عندما تتحدث عن الأمور الحميمية " .
في عام 1969 قدم القدر لطمة قوية لـ " تيد " أثرت عليه كثيراً في حياته فقد عرف أن من كان يعتقد أنها أخته هي في الحقيقة أمه ... !
ولكنها أقنعته بأنها أخته لأنه كان ابناً غير شرعيٍ لها ... ولم ترغب بإثارة زوجها " جوني " المخدوع في الأمر هو الآخر ... مما جعل " تيد " يصاب بصدمة ونكسة غيرت له حياته بأكملها ... لم يتغير موقفه من أخته أو بالأحرى والدته ولكنه صار فظاً وبذيئاً مع زوجها " جوني " .
ومن بعدها تغيرت نظرة الآخرين له ... إذ صار بنظرهم شخصاً حقيراً ... وقد تحولت شخصيته من الخجول المنطوي على نفسه إلى القوي المندفع ... فقام بالتسجيل بجامعة واشنطن حيث درس علم النفس وتفوق بهذا التخصص وسٌجلَ اسمه على لائحة الشرف وقارعت عبقريته أساتذته ...!
تعرف في الكلية على " إليزآبيث كيندال " التي نشرت لاحقاً كتاباً باسم " حيآتي مع تيد باندي " حيث عاشت معه خمس سنوات وهي تعمل سكرتيرة .
بدأت حياة " تيد " في الإجرام في عام 1974 مع فتاه اسمها " ليندا آن " كانت بارعة الجمال متألقة ... تتصف بطول القامة والرشاقة ... خرجت في شهر يناير من نفس العام للعشاء مع صديقاتها في حانة مشهورة لطلاب الجامعة ... ولم تقض وقتاً طويلاً هناك ... فسرعان ما قررت أن ترجع إلى الشقة حتى تشاهد بعض برامج التلفاز وتكلم حبيبها بالهاتف وبعد ذلك توجهت للفراش . وفي تلك الليلة وصلت بعض الضوضاء الصادرة من غرفتها إلى مسامع شريكتها بالسكن .
كان على " ليندا " أن تصحو يومياً في الخامسة والنصف صباحاً حتى تذهب إلى عملها في محطة الإذاعة ... وقد اعتادت شريكتها بالسكن أن تصحو من نومها على صوت المنبه الخاص بـ " ليندا " ... ولكنها لم تعتد أن يستمر رنين المنبه لفترة طويلة لهذا السبب دخلت إلى غرفة " ليندا " لإيقاضها ولكنها وجدت السرير خالياً ومرتباً فاعتقدت أنها خرجت باكراً ...!
وأثناء عودتها إلى غرفتها بعد إيقاف رنين المنبه ... رن الهاتف ... وعندما أجابت كان معها على الخط أحد زملاء " ليندا " يستفسر عنها فقد تأخرت عن العمل وهنا بدأ الشك يتسلل إلى قلب شريكة " ليندا " في السكن ...! وفي ظهر نفس اليوم ورد إتصال آخر ... وكان هذه المره والدي " ليندا " يسألونها عن سبب عدم مجيء أبنتهم إلى البيت كما اتفقا معها ... لذا بدأ القلق ينتاب الجميع وبدأت الاتصالات والتساؤلات ...! يا ترى أين أختفت " ليندا " ؟؟
اتصل والد " ليندا " بالشرطة التي بدأت التحقيقات على الفور وكانت الواجهة الأولى للبحث غرفة نومها ... لعلهم يجدون أثراً يدل عليها ... وبالفعل دخلت الشرطة إلى غرفتها فوجدوها مرتبة بطريقة مثيرة للريبة ... كان من الغريب أن يرتب سرير " ليندا " بشكل لم ترتبه من قبل فقد اختلف الشكل المعتاد لأغطية السرير ... كما كانت هناك أغطية ناقصة ... وبالتدقيق تم العثور على بقعة دم فوق وسادتها والفراش المغطى وعلى ملابس نومها المعلقة بجانب بقية الثياب كما كان الباب الذي كانت تحرص على إقفاله مفتوحاً على غير العادة ... لقد اعتقد رجال الشرطة بأنها ليست ضحية جريمة مخطط لها بإحكام وتوصلوا إلى مشهد تخيلوا فيه ما حدث قبل اختفاء الضحية ... تصوروا أن هناك من اقتحم البيت عنوه وقام بقتلها قبل أن يعلق رداء نومها بحذر ... ثم يرتب أغطية السرير وحملها بالأغطية القديمة خارج الشقة بهدوء ...!
وبالبحث أكثر تبين أن اختفائها كان شبيهاً لحالات اختفاء كثيرة في المنطقة ... فقد كن كل الضحايا يشتركن بمواصفات ثابتة ... مثل كونهن نحيفات وذوات بشرة بيضاء ... عازبات ... شعرهن طويل نسبياً وجميعهن اختفين ليلاً .
فبدأ التحقيق في الجامعة ... حيث شهد بعض الطلبة أنهم لاحظوا شاباً غريباً مضمد اليد يحمل معه عدة كتب ... ويطلب من الفتيات اللواتي يتواجدن بالقرب منه المساعدة .. وأضاف البعض أنهم قد لاحظوا في مخيم الجامعة نفس الشاب الغريب ذي اليد المضمدة يمتلك سيارة من نوع " فلكس واغن " ويطلب المساعدة لأن سيارته لا تعمل ...!
وفي أكتوبر من عام 1974 وبالقرب من بحيرة واشنطن ... تم العثور على بقايا ضحيتين جديدتين " جاينس اوت " و " دينيس ناسلوند " ... كانت البقايا مكونه من جمجمتين وخمسة عظام بالإضافة إلى خصل شعر مونة اختفتا يوم الرابع عشر من يوليو عام 1974 وعثر في نفس العام على أخريات منهن " ميليسا سميث " و " لورا ايمي " .
في نهاية العام سالف الذكر ... أخذت تصرفات " تيد " تصطبغ بالتهور ... وذلك حين بدأ لا يهتم كثيراً بالأدلة ... ففي الثامن من نوفمبر أقتربت فتاة في الثامنة عشر من العمر " كارول دارونتش " في المكتبة منه ... فأخبرها أنه قد شاهد أحدهم يحاول تحطيم سيارتها فطلب منها أن ترافقه إلى مواقف السيارات حتى يتأكد من الأمر ... كان مسيطراً على الوضع ... وقد بدأ للضحية كأحد رجال أمن مركز التسوق الذي كانت في مكتبته ... ولما وصلا إلى سيارتها لم تجد شيء غريب ولكن رجل الأمن المزعوم أصر على أن يأخذ هويتها وأن يحرر محضراً لها في قسم الشرطة ... وأن يذهب بها بنفسه حتى لا تفسد الأدلة على سيارتها .
وقد وافقت ولكن عندما ركبت السيارة الـ " فولكس " حتى بدأ الشك يدب في قلبها ... لذا طلبت منه أي شيء يثبت هويته ... وبالفعل أخرج لها شارته الذهبية على وجه السرعة ثم بدأ القيادة بسرعة أكبر وبعكس إتجاه مركز الشرطة ...!
وبعد قليل توقف في مكان خالٍ من المارة ليضع الأصفاد في يد " كارول " فبدأت في الصراخ لعل هناك من ينقذها ... ولكن بدا أنه أختار المنطقة بعناية لكي لا يسمعها أحد ... وأخرج " تيد " عصآ ضخمة لكي يستخدمها لقتل " كارول " ولكنها إستطآعت توجيه ضربة له بكلتا يديها قبل أن تفر خارج السيارة وبالفعل كانت أول ضحية تستطيع الفرار من يد الشيطان " تيد " وذهبت من فورها إلى مركز الشرطة لتخبرهم بكل شيء ... ولكن رجال الشرطة فشلوا في العثور على أي دليل يقودهم إلى إدانة هذا القاتل المهووس ... وأثناء بحثهم تم العثور على خمس جثث أخرى في " كولارادو " ...!
الوحش الآدمي " تيد باندي " استطاع التنكر بعدة أشكال لخداع الشرطة وهذه الصور إلتقطت له وستلاحظون محاولات تنكره المستمرة !!


في السادس عشر من أغسطس عام 1975 اتخذت القصة منحنى خطيراً وتحديداً عندما كان الضابط " بوب هايوورد " في فترة عمله لاحظ سيارة المشتبه به تمر من أمامه ... وبما أنه يعرف كل الجيران وأصدقائهم فقد تذكر جيداً أنه لم يلحظ هذه السيارة الـ " فولكس " أبداً ... لذا قام بملاحقتها على الفور حتى توقفت أخيراً في محطة الوقود فتبعه الشرطي وطلب منه رخصة القيادة ليجد أنها مسجلة باسم " ثيودور روبرت باندي " وقام بتفتيش السيارة فعثر على (( أصفاد ... ملقط ثلج ... عتلة ... قناع يستخدم عند التزحلق ... حبل ... أسلاك )) .


لذا قبض عليه بتهمة الإشتباه بالسطو ..!


وبدأت التحقيقات والاستجوابات خاصة بعدما ربط رجال الشرطة بينه وبين الرجل الذي حاول قتل " كارول دارونتش " بناءً على أن الأصفاد كانت من النوع نفسه ... بالإضافة إلى أوصاف السيارة ... وفي الثاني من أكتوبر عام 1975 عٌرضَ " تيد " مع سبعة رجال آخرين على " كارول " في طابور عرض المشتبه بهم ... فتعرفت عليه على الفور وقالت بأنه نفس الرجل الذي حاول قتلها ولكن الشرطة عجزت تماماً عن العثور على أي دليل يثبت قتلة لجميع الضحايا ...!
وفي الثالث والعشرين من فبراير عام 1976 كان موعد محاكمة " تيد " بتهمة اختطاف " كارول دارونتش " وقد بدأ عليه الارتياح والاسترخاء وكان واثقاً بأن القضاء سيجده بريئاً من التهمه الموجهة إليه ... فقد آمن بأنه لا دليل قوياً يدينه ... ولكنه كان على خطأ فعندما اعتلت الأخيرة منصة الشهادة أخبرت الجميع بأنها كانت تعاني لستة عشر شهراً من جراء فعلته الشنيعة ... ولكن " تيد " أنكر معرفته بها تماماً ...!


وبعد يومين ظهر حكم هيئة المحلفين : " مذنب بالاختطآف وتشكيل خطر على حياه الضحية " ، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما ...
وبالفعل تم سجن " تيد باندي " وأثناء الحبس خضع للتقييم النفسي ... وأثبت بأن الأخير لا يشكو من الذهان ولا العصاب ولا يعاني من أي خلل أو مرض عقلي ... كما لم يكن سكير أو مدمن مخدرات ... ولم يكن يعاني من أي اضطراب أو مرض وراثي أو فقدان الذاكرة أو الانحراف الجنسي ... وأضاف الطبيب النفسي إلى تقريره أن " تيد " يعتمد بشكل أساسي على النساء وأنه يرتاب بشده من أن يتم إذلاله أو أن يشعر بالخزي بعلاقاته العاطفية .


وأثناء حبسه استمرت تحقيقات الشرطة سعياً للحصول على دليل يقودهم إلى أن يكون " تيد " قد قتل " كارين كامبل " و " ميليسا سميث " ولم يعلم المجرم أن هناك الكثير من المفاجات تنتظره وهو وراء القضبان فقد عثر رجال الشرطة بداخل سيارته الـ " فولكس " علة شعيرات كثيرة أثبتت تحاليل الـ FBI أنها تعود إلى " كارين " و " ميليسا " وبأن الضربة التي تلقتها جمجمة الأولى تطابق الأثر الموجود على العتلة التي وجدت في سيارة المجرم وهذا يعني أنها نفس الأداة وفي ابريل عام 1977 أقدم " تيد " على خطوة غريبة ...! فعندمآ قررت المحكمة مواجهته بجريمة قتل " كارين كامبل " قام بفصل محاميه وقرر الدفاع عن نفسه شخصياً ...!


وفي 14 نوفمبر 1977 تم منح " تيد " الموافقة للذهاب إلى المكتبة العامة لإجراء الأبحاث الخاصة بالقضية حتى يتولى الدفاع عن نفسه ...


وخلال إحدى الرحلات إلى المكتبة في دار القضاء قفز من النافذة ونجح في الهرب من قبضة العدالة ...!
وسارعت الشرطة بتطويق المدينة وأقامت نقاط تفتيش متفرقة واستخدموا العديد من الكلاب المدربة ومجموعة ضخمة للبحث وبالفعل استطاعت الشرطة القبض عليه مرة أخرى خلال أيام قليلة من هربه ولكن " تيد " لم يستسلم ، وفي حادثة لا تقل إثارة عن سابقتها وبعد سبعة أشهر نجح " تيد " في الهرب مجدداً مستخدماً خطة ذكية فقد قام بالزحف إلى أن وصل إلى جزء آخر من المبنى واختبأ في خزانات المساجين وانتظر إلى أن تأكد من خلو المكان ثم خرج من الباب إلى الحرية ... ولم يعرف بأمر إختفاءه إلا بعد خمس عشر ساعة ... حين كان " تيد " في طريقه إلى " فلوريدا " ... ولم تمضي سوى أيام قليلة حتى عاد " تيد " إلى نشاطه الإجرامي وهو ما يثبت لنا بالدليل القآطع بأنه كان يعاني فعلاً من مشاكل نفسية رغم ذكائه ... فقد كآن من المفترض ألا يعاود النشاط الاجرامي في هذه الظروف ... ولكنه أقدم بالفعل على قتل كل من " إليزا ليفي " بعد أن اعتدى عليها جنسياً و" مآرغريت بومان " التي ترك بعد قتلهآ كمآ كبيراً من الأدلة تدل عليه فتم القبض عليه فوراً بعد هذه الحادثة من جديد ...!


في يناير عام 1980 تمت محاكمة " تيد " من جديد وحاول الدفاع عن نفسه في الجلسة الأولى ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في ذلك فوكل المحامين " جوليس افريكانو " و " لين ثومبسون " ... والذين حاولا إثبات جنون " تيد " ولكنهما فشلا في ذلك أيضاً ... 


مما جعله يوكل فريقاً كاملآ من المحامين ... إلا أنهم فشلوا أيضاً في تحسين موقفه وتم الحكم عليه بالإعدام ...!
والغريب في الأمر أنه بعد صدور الحكم ... بدأ " تيد " يعترف بجرآئمه وقال أنه يحتفظ بعدد لا بأس به من رؤوس الضحايا في بيته كتذكارات وأنه ينجذب لجثث ضحاياه ...!
واعتبرته الشرطة أكثر السفاحين من حيث عدد الضحايا وفي الرابع والعشرين من يناير من عام 1989 أعدم الوحش البشري الذي أرعب أمريكا كلها ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق