قرائنا الأعزاء ... إذا كنتم ترغبون في قراءة موضوع ما ... أو كنتم ترغبون بإرسال مقال أو موضوع علمي ... أرجوا منكم التواصل على الإيميل التالي :

hamzahamaira@hotmail.com

الأربعاء، 23 يناير 2013

سجن خمس نجوم Five Star Prison


سجن خمس نجوم
Five Star Prison


إنه سجن هالدن فنغسال (  Halden Prison Norway) في النرويج ، ما تشاهدونه في هذه الصور ليس لقطة لأحد الغرف الفندقية ، بل صورة حقيقية لأحد عنابر سجن هالدن فنغسال في النرويج ، والذي أصبح ثاني أكبر سجن في النرويج بعد أن تم افتتاحه في 8 نيسان / إبريل عام 2010 ، فمن الطبيعي أن يذهب المجرمون والخارجون على القانون إلى السجن . هكذا يحدث في كل دول العالم وهكذا يحدث في النرويج ولكن مع فارق بسيط ، فالسجن في النرويج يعني شاشات (LCD  ) ، ودروس لتعلم الطبخ ، وفرق للموسيقى وساحات للألعاب الرياضية !! .



يبدأ تميز سجن هالدن من المكان الذي تم بناؤه فيه ، حيث تم بناؤه وسط الأشجار والنباتات في أحد الغابات ، وأتقن المعماريون بجعله يتناسق ويتناغم مع البيئة المحيطة ليبدو كما لو كان جزءاً منها . لذا استُعمل القرميد الأحمر والحديد المطلي وخشب الخيزران في واجهات مبنى السجن ، وتم إحاطته بسور إسمنتي بارتفاع ستة أمتار لكن مع تغطيته بالأشجار .



استغرق سجن هالدن فنغسال 10 أعوام و252 مليون دولار لبناءه ، بطاقة استيعابية تصل لـ252 سجين . وتم تزويده بمرافق وتجهيزات تجعل من حياة النزلاء ( أقصد السجناء ) ! مريحة وميسرة من خلال تزويد عنابرهم بشاشات ( LCD ) وبراد صغير لحفظ المأكولات والمشروبات ، بجانب وجود غرف جلوس ومطبخ مشترك لكل 10-12 عنبر . وإذا لم تكن تلك العنابر كافية يمكن للسجين استضافة أهله في منازل من غرفتين ليحصل على قدر كافي من الخصوصية والراحة ! أما بالنسبة لسبب بناء هذا السجن فيعود إلى أحد النقاط التي لا ننتبه لها ، فيظن أغلبنا أن المشكلة تنتهي بإدخال المجرم إلى السجن ، لكن الحقيقة هي أن جزءاً كبيراً من المشكلة يبدأ بدخولهم إلى السجن وخروجهم منه لأنه يزيد من انعزالهم عن المجتمع وقد يؤدي في أحيان كثيرة إلى تقريبهم من البيئة الإجرامية التي قد يكتسبون فيها مهارات وخبرات لم يكتسبوها في حياتهم الطبيعية ! لذا (حسب إحصائيات المملكة المتحدة وأمريكا ) يعود ما بين 50 إلى 60 من المجرمين إلى السجن مرة أخرى بعد أن يخرجوا منه ! هُنا تبنت النرويج فكرة معاملة السجناء بصورة أكثر إنسانية ليخرجوا من السجن وهم أشخاص أفضل فتتعزز فرص اندماجهم في المجتمع ، والغريب أن هذه النظرية نجحت بالفعل في النرويج ( أو هكذا يبدو ) لأن نسبة من يعودون للسجن فيها تصل لـ 20% فقط .

فراشة الملك The Monarch Butterfly


فراشة الملك
The Monarch Butterfly


تعرف أيضاً بفراشة المونارش بالإنجليزية ، هي نوع من الفراش الكبير ، تتميز بلونها البرتقالي والأسود وهي من عائلة ( Nymphalidae ) . وهي منتشرة في أمريكا الشمالية وانتشرت خلال القرن 18 عبر جنوب المحيط الهادي حتى وصلت إلى أستراليا.  وهي تعتبر من أكثر الفراشات التي بحثها العلماء ، وتشتهر برحيلها عبر مسافات طويلة تبلغ 4000 كيلومتر أحياناً . تنزح فراشة الملك من شمال الولايات المتحدة و كندا خلال الشتاء جنوباً حتى تصل إلى وسط المكسيك ، ويقدر عدد النازحين منها كل عام نحو 100 مليون من الفراش . وهذا التجمع الضخم يغطي منطقة غابات مساحتها عدة هكتارات في سيرا نيفادا بالقرب من العاصمة المكسيكية . أما فصيلتهم التي تعيش غرباً في كندا والولايات المتحدة فهي تقضي فصل الشتاء على ساحل المحيط الهادي جنوباً في كاليفورنيا .
أجنحة فراشة المونارش لوناها برتقالي ، وتحيطها وتتخللها خطوط سوداء متقاطعة ذات بقع بيضاء مستديرة جميلة . الحدود الخارجية للأجنحة سوداء وبها صفين من البقع البيضاء . كسمها أسود اللون ، ورأسها أسود اللون أيضاً وعليه نقط بيضاء ، أما جسمها الخلفي الأسود فيتحلى بثلاثة أو أربعة حلقات رفيعة بيضاء . ويختلف حجم فراشة المونارش ويبلغ عرض الجناح بين 47 مليمتر و 50 مليمتر .



خلال الأسابيع الأخيرة لفصل الخريف من كل عام تصل ملايين الفراشات من فراشة المونارش إلى جبال سيرا نيفادا في المكسيك , تأتي هذه الفراشات عبر رحلة تصل إلى 4000 كيلومتر آتية من شمال الولايات المتحدة الأمريكية و كندا لتمضية فصل الشتاء في ولاية ميتشوكان بالمكسيك .


وهي تستغل الرياح الحرارية الصاعدة لتعينها على قطع تلك المسافة الطويلة الفائقة ، حيث تقطع كل يوم مسافة تقدر بنحو 80 كيلومتر . وتجتمع حشود فراشة المونارش بعد رحلة شهرين في منطقة غابات محدودة الاتساع تبلغ عدة هكتارات فقط ، ولكنها منطقة مناسبة تماماً لمعيشتهم ، فهي دفيئة وليست رطبة وبها تجمع كثيف من أشجار الغابات .



كيف تجد فراشة المونارش طريقها إلى تلك البقعة الصغيرة من المكسيك ؟ يعتقد العلماء أن تلك الخطة من مكونات برمجة جيناتها . فعندما أخذ علماء الأحياء بعضاً من تلك الفراشات إلى منطقة قريبة من واشنطن العاصمة على الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة ، فقد اتخذ هذا الجمع طريقه إلى نفس المنطقة في المكسيك . ومن عجيبة الأمر أن تلك الحشود تبلغ أعماراً طويلة بالنسبة لأعمار فراش مونارش الأخرى من نسلهم ، فأعمار هؤلاء الرحالة تبلغ من ستة إلى سبعة أضعاف أعمار أبنائهم رغم ما يقومون به من طاقة كبيرة أثناء رحلتهم إلى الجنوب .
وعندما يحل فصل الربيع تتزاوج فراشات المونارش ويلقي بعض منها نحو 400 بيضة ، ولا يستطيعوا العودة إلى مكانهم الأصلي في أمريكا الشمالية فهم يقطعون عدة عشرات الكيلومترات فقط . وأما النشأ بعد خروجه من الشرانق يبدأ رحلة العودة ولكنهم لا يقطعون كل تلك المسافة على مرة واحدة . فالجيل الأول يتجه شمالاً ويقطع نحو 1000 كيلومتر على نهج أبويه ، وتنتهي حياتهم بعد عدة أسابيع . ثم يخلفهم الجيل الثاني الذي يظل على هذا الطريق متجهاً إلى الشمال ، وينتهون أيضاً بعد عدة أسابيع . ولا يستطيع الوصول إلى المنطقة الأصلية للأجداد سوى الجيل الثالث ويصلوها أثناء الصيف .



الاثنين، 21 يناير 2013

الكون ... وعصوره المظلمة Universe ... And His Dark Ages


الكون ... وعصوره المظلمة
Universe ... And His Dark Ages


قبل 13.5 ملیار عام ، وُجد عصر كان فیه الكون عبارةً عن سحابةٍ من الغاز ، أصبحت مع مرور الوقت أكثر ظلمة ... لم یكن ھناك نجومٌ أو كواكب أو غبارٍ بین نجمي ، بل كانت ھناك فقط رقعة واسعة من الغاز المتعادل ... ثم ، بعد مئتي ملیون عام ، بدأت النجوم الأولى ، واحداً بعد الآخر ، في الإضاءة ؛ ثم تلتھا المجرات بعد ذلك .
ھذه الفترة التي أطلق علیھا العلماء " العصور المظلمة للكون " ، لم نكن نعرف عنھا الكثیر ؛ لأن الضوء القادم من ھذه الأحداث البعیدة یصلنا خافتاً جداً .
لفھم المراحل الأولى من حیاة الكون ، من الأسھل البدء من البدایة الأولى ( Big Bang ) في لحظة البدایة الأولى - قبل 13.7 ملیار عام - كانت درجات الحرارة شدیدة الارتفاع ... بعد ذلك ، استمر الكون في التمدد والبرودة ، ما مكن الجسیمات الأولیة من تكوین أنویة الذرات ... بعد 380 ألف عام ، ھبطت درجة الحرارة إلى ما دون الثلاث آلاف درجة و تشكلت الذرات الأولى ( الھیدروجین و الھیلیوم بصورة رئیسیة ) ... ھذه الذرات امتصت الضوء و بالتالي أحاطت الكون بعصبة ضبابیة رقیقة ... مع مرور الوقت ، أصبح الضوء - الذي كان یخترق الكون والذي وُلد مع ولادة الكون - أكثر خفوتاً ؛ أصبح الغاز الذي ملأ الفضاء ، أكثر برودةً و ظلاماً .

• النجوم الأولى :
تحت تأثیر الجاذبیة ، تكثف غاز الھیدروجین و الھیلیوم حول المناطق غیر المتجانسة في الكون - التي نشأت مع الإنفجار العظیم – مشكلةً بناءاً ثلاثي الأبعاد شبیهٌ بالرغوة المحتویة على مناطق فارغة ، في حین أن المناطق الكثیفة تتحول إلى مناطق محتویة على " نقاط " أكثر ... بعد 200 ملیون عام ، نشأت عن بعض ھذه " النقاط " النجوم الأولى ... ووصلت إلى أحجامٍ تساوي 20 مرة حجم شمسنا ، وكانت تحترق بسرعة ( بضعة ملایین السنین فقط أي ما یعادل ألف مرة أقل مقارنة بعمر الشمس ) ؛ لأن النجوم تحترق بسرعة أكبر كلما زادت كتلتھا ... بدأ ضوء ھذه النجوم في التسبب بتأین الغاز الذي كان یملأ الكون ؛ ما یعني اقتلاع الإلكترونات الخارجیة من الذرات ما یحول تلك الذرات الى أیونات .
الأیونات كانت أكثر شفافیة للضوء ، ما أدى إلى تبدد العصبة الضبابیة الرقیقة التي كانت تلف الكون و بذلك أصبح الكون شفافاً كما ھو الیوم .


• التطور الكوني :
التفاعلات الذریة التي تنتج طاقة النجوم ، تُحول أیضاً الھیلیوم والھیدروجین إلى عناصر أثقل ضروریة للحیاة كالأكسجین والسیلیكون والحدید ... كل من ھذه النجوم ، وعند نھایة حیاته یصدر انفجاراً یسمى سوبرنوفا ؛ ما یؤدي إلى إصدار ما یعادل عشر مرات كتلة الشمس من الحدید و العناصر الأخرى ... كل سوبرنوفا تقوم بإصدار فقاعة حراریة ضخمة تؤدي إلى تحفیز انفجارات سوبرنوفا أخرى .
اكتشف التلسكوب الفضائي هابل (Hubble  ) آثار الحدید الذي نتج عن إنفجارات السوبرنوفا الأولى ... عنصر الحدید موجود في داخل أجرام سماویة شدیدة التوھج تسمى كوازارات ( Quasars ) وھي مجرات بدائیة في قلب كل منھا یوجد ثقبٌ أسود ... وفي دراسةٍ حدیثة ، تم اكتشاف أن الضوء القادم من كوازارات تعود إلى ملیار عام بعد الإنفجار العظیم تحتوي على أشعة تحت الحمراء بتردد تم إطلاقه من قِبَلِ ذرات الحدید - الحدید مؤشر جید على تطور الكوازار - .
یقول ولفرام فرویدلینغ ( Wolfram Freudling ) عالم الفيزياء الفلكية في (Space Telescope European Coordinating Facility ) : " ھذا العنصر لم ینتج خلال (Big Bang  ) بل في مرحلة لاحقة داخل النجوم ، و نحن نعتقد أن الحدید الذي نرصده الآن ھو ذلك الذي تم انتاجه بعد الإنفجار العظیم مباشرة " .


• المجرات الأولى :
إضافة إلى الكوازارت ، كانت ھناك مجرات عملاقة في الكون الفتي مكونة من آلاف الملیارات من النجوم المماثلة لشمسنا ... اعتقد العلماء أن تشكل مثل تلك المجرات سیكون مشھداً مثیراً للغایة ؛ إلا أنھم لم یتمكنوا أبداً من تسجیل أي حدث خاص بتكونھا ... یقول جیم دنلوب (Jim Dunlop  ) رئیس المعھد الفلكي في جامعة إدینبیرغ و واحد ممن استخدموا تلسكوب ( James Clerk Maxwell ) في ھاواي لدراسة تشكل المجرات : " ھو بالفعل حدث مثیر " یضیف دنلوب .
الغبار الموجود بیننا و بین المجرات البعیدة یمتص الضوء القادم من تلك المجرات مما یؤدي ، بصورة طفیفة جداً ، إلى رفع درجة حرارته .

• عصر النهضة الكوني :
ھذه ھي المدة التي كان فیھا عمر الكون ملیار سنة تقریباً و كان خلالھا أكثر دینامیكیة ... " لقد رصدنا مجرات یبدو أنھا تنتج نجوماً جدیدة بتعدادٍ یفوق ما ینتج عن المجرات الحالیة بمئة مرة " یقول راي نوریس ( Ray Norris ) المسؤول عن احدى فرق البحث العاملة في مؤسسة ( Australia Telescope ) .
لرصد المجرات البعیدة ، یتم استخدام تقنیات دقیقة و" حیل " مثل تأثیر عدسة الجاذبیة ( Gravitational Lens ) : حقول الجاذبیة القویة تقوم بحرف الضوء ؛ ما یؤدي إلى أن تقوم المجرات الضخمة بتشویه صورة الأجرام السماویة التي تكون تلك المجرات موجودة بیننا وبینھا ( ما یجعلھا تقوم بعمل العدسة المكبرة ) ... باستخدام ھذا المبدأ ، تمكن فریق من الباحثین برئاسة إسثیر ھُو ( Esther Hu ) في جامعة ھاواي من اكتشاف مجرة تبعد عنا مسافة 13 ملیار سنة ضوئیة في العام 2002 ... و باستخدام التقنیة نفسھا ، تم مؤخراً اكتشاف مجرة أبعد ؛ تعود إلى الوقت الذي كان فیه عمر الكون 500 ملیون عام .
مع أن الكون الآن مليء بالنجوم - بصورة أقل من بعض المراحل في الماضي عموماً - ، إلا أنه سینطفئ مجدداً ... متى ؟ ، أستاذ الفیزیاء النظریة بمعھد علم الفلك في جامعة إدینبیرغ و بعد دراسته لنتائج أبحاث مشروع – SDSS – ( Sloan Digital Sky Survey ) يجيب : " الكون یتحول على الدوام إلى واحدٍ أقل إضاءة ... خلال 5 إلى 10 ملیارات عام سیصبح مكاناً مظلماً ... علماً بأنه ولملیار سنةٍ قادمة لن تتم ملاحظة أي تغیر یذكر " .