قرائنا الأعزاء ... إذا كنتم ترغبون في قراءة موضوع ما ... أو كنتم ترغبون بإرسال مقال أو موضوع علمي ... أرجوا منكم التواصل على الإيميل التالي :

hamzahamaira@hotmail.com

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

فلاديمير لينين Vladimir Lenin


فلاديمير لينين
Vladimir Lenin


في مارس عام 1898م ، انعقد المؤتمر الأول لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي ، الذي أصبح فيما بعد الحزب الشيوعي ، وقد تكون هذا المؤتمر ، من 9 مندوبين فقط يمثلون أربعة اتحادات عمالية ، وعمال إحدى الصحف ، وعصبة اليهود الاشتراكية الديمقراطية . وقد اجتمع هؤلاء المندوبون التسعة في مدينة منسك في الأيام الثلاثة الأولى من مارس ، واعتبروا أنفسهم حزباً ، ودعوا إلى الإطاحة بحكم آل رومانوف ، ثم عادوا إلى منازلهم حيث اعتقل ثمانية منهم على الفور . وقد تمكن خلفاؤهم بعد أقل من 22 عاماً من الإطاحة بالحكومة الروسية ، معتمدين في ذلك على عبقرية رجل لم يكن من بين هؤلاء التسعة ، ولم يحضر اجتماع منسك الشهير ، هو فلاديمير أوليانوف ، الذي سمى نفسه ( لينين ) كما اختار لنفسه أيضاً أسماء مختلفة ، في أوقات متعددة .
فلاديمير ألييتش أوليانوف المعروف بليني ، ولد في 22 ابريل من عام 1870 في مدينة سيمبرسك ، تعرف اليوم باسم أوليانوفسك ، وبعد أن انهى المدرسة دخل كلية الحقوق في جامعة مدينة قازان ، إلا أنه فصل من الجامعة بسبب مشاركته في مظاهرات الطلاب . بعد اعدام أخيه ألكسندر بسبب مشاركته في تنظيم محاولة اغتيال القيصر ألكسندر الثالث ، عاد لينين إلى مدينة قازان ، وبدلاً من ممارسة مهنة المحاماة بعد حصوله على الرخصة القانونية التي تؤهله ، انصرف لينين إلى العمل على تفعيل العمل الثوري والانعكاف على دراسة الماركسية في مدينة سانت بيترسبرغ ، وبدأ بتأليف كتب في موضوع علم الاقتصاد الماركسي وتاريخ حركة الفلاحين والعمال في روسيا . إلا أن ولعه بالماركسية قاده إلى سويسرا ، التي نشأت في أحضانها الماركسية الروسية ، حيث التقى بليخانوف . وبعد عودة لينين إلى روسيا تم إلقاء القبض عليه وتوقيفه لمدة عام كامل ومن ثم نفيه إلى سيبيريا في 7 ديسمبر 1895م ، ولذلك فقد كان لينين بعيداً حينما ولد حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في منسك عام 1898م . وتمكن هناك من تخصيص فترات طويلة من وقته للكتابة إلى المفكرين الشيوعيين في أوروبا . وفي يوليو من عام 1898م تزوج لينين من الاشتراكية ناديجدا كروبسكاياوفي 
وفي أبريل من عام 1899م تمكن لينين من اصدار كتابه المعنون بتطور الرأسمالية في روسيا .
وفي عام 1900م هرب من سيبريا ، وجمع قواه مع بليخانوف مرة أخرى ، وأسس في ميونخ جريدة بعنوان الشرارة ، كانت بعثاً جديد لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي . وكانت جريدة لينين . كما عمل على نشر الكتب المتعلقة بالعمل الثوري . وفي عام 1903م عقد مؤتمر جديد لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي . وأطلق لينين على حزبه اسم ( طليعة الطبقة العاملة ومنقذها ) . وبعد العديد من المناقشات ، والمناوشات ، والانشقاقات انقسم الحزب إلى جزأين ، هما : ( البلاشفة ) أي الأغلبية ، و ( المناشفة ) ، أي الأقلية . وكان هذا الانقسام تعبيراً عن الاختلاف في الإستراتيجية الثورية لكلا الطرفين . وانحاز لينين إلى البلاشفة ، بينما انضم بليخانوف إلى المناشفة وإن ظل الطرفان ينتميان إلى حزب واحد هو حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي .
وقد خاض البلاشفة والمناشفة كلٌ بطريقته حرباً ثورية ، طويلة ، ضد حكم آل رومانوف القيصري . وحينما اندلعت ثورة عام 1905م قاد تروتسكي ـ وهو أحد المناشفة البارزين ـ أول تنظيم سوفيتي عمالي في مدينة سان بطرسبورج . وبعد سحق هذه الثورة ونفي تروتسكي إلى سيبريا ، إلا أنه سرعان ما هرب إلى الخارج .

وفي عام 1912م كان لينين وجماعته قد قويت شوكتهم ، وتمكنوا من طرد المناشفة خارج الحزب . وقامت الحرب العالمية الأولى وبسبب مظالم آل رومانوف ، وفسادهم ، ثم هزيمتهم أمام جحافل الجيوش الألمانية ، ثارت ضدهم الجماهير ، وأسقطت حكم القيصر نيقولا الثاني في مارس عام 1917م . وفي هذا المناخ الثوري ظهر لينين وأطلق صيحته الشهيرة : ( إن الجماهير تريد الأرض والخبز ولكن الحكومة الثورية التي خلفت القيصر لا تحقق لها هذه المطالب ولذلك فلابد أن يقاتل البلاشفة من أجل الثورة الاشتراكية ) . وكانت هذه الظروف الثورية في صالح البلاشفة، الذين أصبحوا يعدون بمئات الألوف . وقد حدث في ذلك الحين أن ترك تروتسكي صفوف المناشفة لينضم إلى بلاشفة لينين . ودعا البلاشفة إلى ثورة مسلحة لإطاحة حكومة كيرنسكي ، الثورية وفي 8 نوفمبر عام 1917م تمكنوا من الانتصار ، وشكلوا الحكومة وحدهم برئاسة لينين ، وعين ترويسكي وزيراً للخارجية في هذه الحكومة .
في العام نفسه أجريت انتخابات الجمعية التأسيسية ، ففاز البلاشفة بنسبة 25% فقط من مجموع الأصوات بينما فازت الأحزاب الاشتراكية المعتدلة الأخرى بنسبة 62% من الأصوات ، أما النسبة المتبقية وهي 13% فقد فازت بها الأحزاب البورجوازية . وبعد أول اجتماع عقدته الجمعية التأسيسية ، قرر لينين حلها كما قرر حظر نشاط جميع الأحزاب باستثناء حزبه البلشفي ، الذي أطلق عليه اسم ( الحزب الشيوعي السوفييتي ) وفرض لينين هذا الحظر بالقوة ، وأعمال العنف ، والاغتيالات ضد زعماء هذه الأحزاب وكوادرها ، دون تفرقة بين الاشتراكيين والبورجوازيين . وتم ذلك كله تحت شعار ( مطاردة منظمات الثورة المضادة ) .
وفي عام 1919م عقد الحزب الشيوعي السوفيتي مؤتمره الثاني ، الذي أعطى الحزب الهيمنة المطلقة على كل شئ في الاتحاد السوفيتي ، ورغم أن تروتسكي كان قد عقد ( صلح برست ليتوفسك ) مع الألمان ، إلا أن ثمن هذا الصلح كان باهظاً ، حيث تضمن فصل بولندا ، وجمهوريات البلطيق وكذلك أوكرانيا عن روسيا السوفييتية . وتدخلت إنجلترا ، وفرنسا ، واليابان ، والولايات المتحدة ، لمحاولة إسقاط السلطة السوفييتية ، دون جدوى، وتم جلاء قوات البلدان الأربعة فيما بعد عن الأراضي السوفيتية . وأقبل السوفييت على تأميم كل الاقتصاد السوفيتي في الصناعة ، والزراعة ، وإلغاء كل مظاهر الملكية الخاصة تقريباً . وفي عام 1920م شعر السوفيت بالمأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه ، حيث انخفض الإنتاج بنسب واضحة . وفي عام 1921م قتلت المجاعة الملايين من أبناء الشعوب . وأمام هذه الكارثة ، تراجع لينين عن التأميم الكامل لوسائل الإنتاج ، واتبع ما سماه باسم ( السياسة الاقتصادية الجديدة ) ، وأعاد الملكية الخاصة في كثير من القطاعات الإنتاجية .


وأصيب لينين بأزمة قلبية وظلت صحته في تدهور حتى توفي في 21 يناير عام 1924م عن 53 عاماً فقط .
وقد ترك لينين الحزب الشيوعي السوفيتي وهو منقسم بشأن السياسة الاقتصادية الجديدة ، التي كان تروتسكي وغيره ينتقدونها ، باعتبارها عودة إلى الرأسمالية . وكان تروتسكي الوريث الطبيعي للينين ، ولكن آلة الحزب كلها كانت في يد السكرتير العام ، جوزيف ستالين ، الذي كان قد اكتسب أهميته النضالية ، من تدبيره وتنفيذه لعدة سرقات مسلحة ، من أجل تمويل الحزب ، أثناء الكفاح ضد القيصرية .
وقد طالب لينين في وصيته خلفاءه تنحية ستالين ، ولكن ستالين استطاع أن يسرق السلطة من الجميع ، بمساعدة اثنين من رفاق لينين الكبار ، هما ( كاسينيف و زينوفيف ) . ثم انقلب ستالين عليهما ، هما الآخران ، بعد ذلك ، وتحالف مع كل من ( بوخارين  و ريكوف ) ، وهما من الشيوعيين المحافظين . وفي عام 1936 م أصبح ستالين قيصر روسيا الذي لا ينازع .

♣ لمزيد من المعلومات عن فلاديمير لينين اضغط هنا

الاشتراكية Socialism


الاشتراكية
Socialism


يطلق لفظ الاشتراكية للتعبير عن الكثير من المعاني المختلفة ، فأحياناً يطلق على مجرد تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي ، وبذلك تكون الاشتراكية نقيضاً لسياسة الحرية الاقتصادية . كما يطلق ، أحياناً ، للتعبير عن تدخل الدولة في حياة العمال ، والطبقات الفقيرة ، بهدف سن التشريعات الاجتماعية ، والاقتصادية ، التي تخفف معاناتهم ، وتمنحهم بعض المزايا .
إلا أن الاشتراكية ، من الناحية العلمية ، تعني النظام الذي تؤول فيه ملكية مواد الإنتاج ، والأراضي ، والآلات ، والمصانع للدولة . بمعنى آخر ، فإن الاشتراكية ، على خلاف ما تقتضيه الرأسمالية ، تقوم على الملكية الجماعية لعناصر الإنتاج المختلفة .
أخذت الاشتراكية ، في الفكر الاقتصادي والتطبيق الفعلي ، صورتين ، صورة الاشتراكية الخيالية ، وصورة الاشتراكية الماركسية نسبةً إلى كارل ماركس . فقبل ظهور الاشتراكية الماركسية ، كان المنادون بالاشتراكية يحاولون تصوير عالم خيالي ، تسود فيه مبادئ الاشتراكية الخيالية ، وتنعدم فيه مساوئ النظم الاجتماعية ، والاقتصادية ، السائدة ، محاولين إقناع الأفراد ، والحكومات ، بالمشاركة في إقامة هذا العالم الخيالي . وكان اعتمادهم ، في ذلك ، على التأثير العاطفي المصحوب بسردٍ للمساوئ الاجتماعية ، والاقتصادية ، التي كانت سائدة في تلك الفترة . ومن هذا المنطلق فإن الاشتراكية الخيالية لم تكن ذات أساس علمي تحليلي ، وإنما كانت مجرد تخيلات وأحلام ، ليس لها أساس علمي . أما الصورة الثانية من صور الاشتراكية فكانت الاشتراكية الماركسية ، أو الاشتراكية العلمية ، التي حاول كارل ماركس بناءها على أساس علمي ، محاولة لتميزها عن الاشتراكية الخيالية ، ولدحض حجج الرأسمالية ، التي اعتمدت المنهج العلمي أداة رئيسية في تحليلها للقضايا الاقتصادية المختلفة .
وجهة نظر الاشتراكية تعتمد عامة على أساس مادي ( عامة ما تتضمن المادية التاريخية أو الوضعية ) وفهم للسلوك الإنساني يُشكل عن طريق البيئة الاجتماعية . الهدف الأسمى للاشتراكيين الماركسيين هو رفع الولاية وتحرير العمال من العمل عند الآخرين . ويتجادل الماركسيون أن تحرير الفرد من ضرورة العمل عند الآخرين من أجل الحصول على بضائع سيجعل الناس تنساق إلى اهتمامتهم الخاصة ويطوروا مواهبهم الخاصة بدون الاهتمام بالعمل عند الآخرين . وهكذا بالنسبة للماركسيين يسمح بأن تكون مرحلة التطوير الاقتصادي مرحلة عرضية على التقدمات الموجودة بالقدرات الإنتاجية بالمجتمع .
عامة الاشتراكيون يثبتوا أن الرأسمالية تركز القوة والثروة في قطاع من المجتمع ، فيتحكم هذا القطاع في وسائل الإنتاج ويستمد ثروته من النظام الإستغلالي . وهذا يخلق مجتمع طبقي يعتمد على علاقات اجتماعية غير متساوية مما يسبب الفشل في إمداد فرص متساوية لكل الأفراد لتعظيم قدراتهم ، وهكذا لا يتم استخدام التقنيات المتاحة والمصادر لتعظيم قدراتهم لمصلحة العامة ، وتركز على إرضاء وإشباع رغبات السوق المستحث في مقابل متطلبات الإنسان . ويثبت الاشتراكيون أن الاشتراكية تسمح بتوزيع الثروة على أساس مساهمة كل فرد في المجتمع وفي المقابل كم رأس المال الذي يمتلكه الفرد .
الاشتراكيون يؤكدوا أن رأس المال نظام اقتصادي غير شرعي ، حيث أن هذا يخدم مصلحة الأغنياء وتسمح بإستغلال الطبقات الأدنى . وبالتبعية يتطلعوا إلى أن يستبدلوا النظام بالكامل بعمل تعديلات ضرورية له لكي يخلقوا عدالة اجتماعية لتولد مستوى معيشة أساسي . الهدف الأساسي للاشتراكية المساواة الاجتماعية وتوزيع الثروة على أساس المساهمة في المجتمع ، وتنظيم اقتصادي يخدم مصلحة المجتمع ككل .

♣ الجذور التاريخية للمذهب الاشتراكي ♣

يرجع الكثير من مؤرخي الفكر الاقتصادي المذهب الاشتراكي إلى الفيلسوف اليوناني أفلاطون ، الذي صوّر في كتابه ( الجمهورية ) مجتمعاً مثالياً يعيش فيه الناس حياة ملؤها السعادة ، والحرية ، والعدالة . وقد بنى أفلاطون هذا المجتمع على ثلاث فئات من الناس هي :
- الفئة الأولى : فئة الصناع ، الذين يبنون المنازل ، وينتجون الطعام ، والملابس .
- الفئة الثانية : فئة المحاربين ، الذين يدافعون عن الوطن ضد العدوان الخارجي .
- الفئة الثالثة : فئة الحكام الفلاسفة ، الذين يتم اختيارهم بكل عناية ودقة ، ويحرم عليهم كل أنواع الملكية الخاصة ، حتى ينصرفوا إلى رعاية حكمهم وإقامة العدل بين الناس .
وقد كان أفلاطون يهدف ، من وراء ذلك ، إلى تصوير مدينة مثالية ، يعيش فيها الناس سعداء متحابين ، وتزول منها كل صور الظلم الاجتماعي ، والسياسي ، والاقتصادي . ورغم أن أفكاره ظلت أفكاراً خيالية بعيدة عن التطبيق الواقعي ، إلا أنها ظلت حاضرة في أذهان الكثير من الفلاسفة والمفكرين . فمنذ عهد أفلاطون ، لم يمر جيل إلا ويظهر فيه مفكر ، أو فيلسوف ، يحاول مقاومة مساوئ نظام الملكية الخاصة ، عن طريق تصوير مجتمع خيالي تنعدم فيه الملكية الخاصة ، ويعيش فيه الناس أحراراً من كل القيود المادية والمعنوية . فقد أفضت القرون ، التي فصلت بين عهد أفلاطون ، وعصر الإصلاح الديني بالكثير من الأفكار التي تدعو للمساواة ، والملكية العامة للمجتمع ، وغير ذلك من الأفكار ، التي تدعو للعدالة الاجتماعية لأكبر عدد ممكن من المواطنين . وقد تبنى هذه الأفكار الكثير من الفلاسفة ، والشعراء ، والقساوسة ، اعتقاداً منهم بأن شيوعية المجتمع هي الحالة الطبيعية ، وأن القانون الوضعي ، الذي أوجد عدم المساواة والملكية الخاصة ، والفروق الطبقية بين الناس ، ليس هو التفسير السليم لقانون السماء .
أما في عصر الإصلاح الديني ، في أوربا ، في القرن السادس عشر ، فقد أثار مارتن لوثر الشكوك حول الملكية الخاصة ، وعدّها من السيئات التي يجب أن يتخلص منها المجتمع . إلى أن هذه الآراء ظلت محبوسة في الإطار التخيلي ، بعيدة عن التطبيق على أرض الواقع ، خاصة في ظل النفوذ القوي ، الذي كان يتمتع به الملوك والأمراء . واستمر الحال على هذا المنوال ، حتى وضع كارل ماركس أساس الاشتراكية العلمية ، التي كانت تهدف إلى تقويض مبادئ الرأسمالية ، وساندها في ذلك التفاوت الطبقي ، والاضطهاد الكبير ، الذي عانته طبقة العمال ، في الدول الأوربية ، خلال القرن التاسع عشر . وقد أخذت الاشتراكية صوراً مختلفة حيث راوحت بين الاشتراكية الخيالية ، والاشتراكية الإصلاحية ، مروراً بالاشتراكية الماركسية أو العلمية . ومما لاشك فيه أن إسهام مفكري هذا المذهب قد أثرى الفكر الاقتصادي ، وساعد في تطوره ، خاصة أنها قد أخذت على عاتقها البحث عن نواقص النظام الرأسمالي وعيوبه .

♣ عيوب النظام الاقتصادي الاشتراكي ♣

من الصعب أن يخلو نظام اقتصادي من العيوب ، ومهما نجح هذا النظام في علاج عيوب ما قبله من نظم ، إلا أن هناك بعض العيوب التي تشوب هذا النظام ، ومن أهمها :
1. عدم وجود الحافز القومي لضمان مزيد من تشجيع العمال على الإنتاج ، وبالتالي إمكانية حدوث نوع من التراخي من جانب بعض المسؤولين عن إدارة أمور المشروع في ظل النظام الاشتراكي ، وكذلك ضرورة توفير جهاز إداري ورقابي ضخم ، لأن الدولة هي المسؤول عن المشروعات في ظل النظام الاشتراكي ، ويؤدى ذلك إلى زيادة تكاليف الإنتاج من خلال وجود مزيد من الإجراءات الروتينية وتعطيل العمل داخل الجهاز الإداري للدولة .
2. عدم كفاءة أسلوب التخطيط المركزي لإدارة الاقتصاد القومي ، فقد أثبتت التجربة والواقع أنه رغم المزايا المتعددة التي يحققها التخطيط الاقتصادي ، إلا أنه يحتوي على عيوب متعددة أهمها : أن السلطات التي تتولى التخطيط قد لا تملك المعلومات الكافية اللازمة للتخطيط على النحو الأكمل ، فضلاً على أن الواقع قد أثبت أن التخطيط يجر معه ذيولاً من البيروقراطية الخانقة ، ويمهد لسيطرة الحزب الواحد في السلطة . كذلك فإن التخطيط كان يتم كثيراً على حساب فعالية الإنتاج القومي وكفاءته والسلوك الاقتصادي القويم .
3. ومن العيوب كذلك عدم وجود الحافز لاستخدام وسائل إنتاجية حديثة ؛ الأمر الذي أدى إلى تخلف المعدات والآلات المستخدمة في العمليات الإنتاجية وما لذلك من آثار سلبية على جودة الإنتاج ، وكذلك عدم الخبرة الكافية في مجال العلاقات التجارية الخارجية . كذلك ضعف جودة السلع التي تنتجها الدول الاشتراكية مقارنة بالدول الرأسمالية الصناعية . وبإحلال الملكية الجماعية والتخطيط الاقتصادي الشامل ، فإن أفكاراً مثل المنافسة وقوى العرض والطلب وجهاز الأثمان لتوجيه الموارد وحافز الربح الشخصي لا تجد لها مكاناً في الاقتصاد الاشتراكي . فبدلاً من المنافسة بين المشروعات يكون هناك التنسيق المتكامل بينها . ويتم تخطيط المشروعات وتنفيذها وتوجيه الموارد في المجتمع عموماً ، وفقاً لأهداف عينية مادية وليس نقدية ، ويكون الهدف تحقيق الإنتاج وإنجازه ، وليس الربح الشخصي . نخلص من هذا أن للنظام الرأسمالي مزاياه وعيوبه ، كما أن للنظام الاشتراكي مزاياه وعيوبه .

جزيرة القيامة Easter Island


جزيرة القيامة
Easter Island


جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة ، هي جزيرة تقع في المحيط الهادي الجنوبي ، وهي جزء من تشيلي ، موقعها يبعد بحوالي 3600 كيلومتر ( 2237 ميل ) عن غرب تشيلي القارية ، وبحوالي 2075 كيلومتر ( 1290 ميل ) شرق جزربيتكيرن . تدعى من قِبل المحليين رابانو وتعني سُرَّة العالم ، ولها اسم آخر هو ( ماتاكي تيرنجي ) ويعني " عيونٌ تتطلع إلى السماء " حسب السكان المحليين .
وتعتبر جزيرة الفصح إحدى أكثر الجزر عزلةً في العالم . الجزيرة مثلثية تقريباً في الشكل ، ومساحتها 163.6 كيلومتر مربع (63.2 ميل مربع) ، ويوجد فيها 3 بحيرات عذبة . بالرغم من صغرها إلا إنها غنية بتُراثها وجمالها الطبيعي . إدارياً ، تعتبر محافظة ( تحتوي على بلدية واحدة ) من منطقة فالبارايسو التشيلية . أقرب الجزر المأهولة لها هي جزيرة بيتكيرين التي تقع على بعد 2075 كيلومتر إلى الغرب منها .
الجزيرة مشهورة بالمواي العديدة ، والمواي هي التماثيل الصخرية الموجودة الآن على طول الأشرطة الساحلية .


تحتوي جزيرة القيامة المنعزلة على 887 تمثالاً من التماثيل الغريبة المتشابهة ، والتماثيل عبارة عن نموذجاً بشرياً محدداً ، بعضهم له غطاء مستدير حول الرأس يزن وحده 10 طن , وكل تمثال منها يمثل الرأس والجذع فقط ، وأحياناً الأذرع وبلا أرجل ، ولقد تم صنع هذه التماثيل من الرماد البركانى بعد كبسه وضغطه ثم صقله وتسويته ، ويبلغ وزن كل تمثال 50 طن وطول كل منهم 32 متراً بالضبط ، ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير لغز هذه التماثيل المتماثلة المنتشرة في كل مكان بالجزيرة ، خصوصاً على سواحلها .
ولقد تم اكتشاف الجزيرة بالصدفة عام 1722م حينما عثر عليها المستكشف الهولندى ( ياكوب روجينفين ) ، وجزيرة القيامة تقع في المحيط الهادئ الجنوبي ، وتقع على بعد 3700 كم غرب تشيلي وقد حكمت تشيلي الجزيرة منذ عام 1888م .


وعندما عثر عليها المستكشف الهولندى ياكوب روغيفين ، كان ذلك في يوم يوافق عيد الفصح أو القيامة لذلك فقد أطلق عليها اسم العيد نفسه ولهذا يطلق عليها اسم ( جزيرة عيد الفصح ) أو ( جزيرة القيامة ) ، وفي عام 1914م زار الجزيرة فريق بحث بريطاني ، ثم تبعه فريق بحث فرنسي عام 1934م ، ولقد أظهرت نتائج الأبحاث أن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان من شعب غير محدد أطلق عليه شعب الرابانو ، وتبين أن أول استوطان لهذه الجزيرة كان من فترة 300 إلى 1200م ، وأنهم قاموا في القرن الأول الميلادي بصنع التماثيل الصغيرة التي في حجم الإنسان ، ثم بعد ذلك بقرون أمكنهم صنع هذه التماثيل الضخمة ، ويدل التاريخ بالكربون المشع أن كارثة رهيبة أصابت الجزيرة عام 1680م ؛ فتوقف العمل في التماثيل فجأة ، ورحل الجميع عن الجزيرة أو إختفوا تماماً ، ثم جاء بعدهم شعوب أخرى من جزر ( ماركيز ) الفرنسية والتي تبعد عن الجزيرة ما يقارب 5 آلاف كيلومتر ، ليستقروا في الشمال الغربي من جزيرة القيامة ، وهم الآن سكانها الحاليون ، كما كانوا يطلقون على تلك التماثيل اسم ( مواي ) .