قرائنا الأعزاء ... إذا كنتم ترغبون في قراءة موضوع ما ... أو كنتم ترغبون بإرسال مقال أو موضوع علمي ... أرجوا منكم التواصل على الإيميل التالي :

hamzahamaira@hotmail.com

السبت، 15 ديسمبر 2012

زهرة التوليب ... زهرة الأناقة والجمال Tulip ... Flower Of Elegance & Beauty


زهرة التوليب ... زهرة الأناقة والجمال
Tulip ... Flower Of Elegance & Beauty


زهرة التوليب نباتٌ من الفصيلة الزنبقية ، وهي جميلةٌ متعددة الألوان ، لا رائحة لها ومختلفة الطول ، لها 109 أنواع ، وعلى الرغم من أن الزئبق غالباً ما ترتبط بهولندا إلا أن موطنها الأصلي هو تركيا ، وقد نقلت إلى أوروبا في القرن السادس عشر .
كلمة " توليب " مأخوذة من كلمة " تولبند " وهو مشتق من اللغة الفارسية وتعني عمامة
السلطان .
والتوليب من أكثر الأبصال إنتشاراً في عالمنا ، يُزرع بشكلٍ أساسي في جنوب أوروبا و شمال أفريقيا و في آسيا . موعد الزراعة يحين في أواخر الصيف و أول الخريف ، في شهر تشرين الأول ( أكتوبر ) أو تشرين الثاني ( نوفمبر ) ، و يُزهر في الربيع . ينمو التوليب في المناطق المعتدلة المائلة إلى البرودة ، و يتميّز بسهولة زراعته و بقدرته على تحمّل برد الشتاء القارص .


و التوليب من الأزهار المعمّرة ( Perennial ) ، أي أنه يعيش لأكثر من سنتين . يُزرع التوليب - مثل كثير من الأزهار - من الأبصال ، و هي حبّات تُشبه نبات البصل من حيث الشكل ، و يمكن إعتبارها بمثابة البذور عند باقي النباتات . وتنمو أزهار التوليب بمختلف أنواعها على ساقٍ تتراوح طولها بين 10 و 70 سنتمتر . تحمل الأزهار ما بين ورقتين و 6 أوراق خضراء تبدو و كأنها مغطاة بالشمع ، و منها أنواع تحمل 12 ورقة .
يتوفّر التوليب بألوان عديدة ، كالأبيض و الأحمر و الأصفر و البنفسجي و الأسود و البرتقالي . و أحياناً تكون الزهرة الواحدة بمزيج من لونين أو أكثر . إذن لوحتك التي سترسمها بالتوليب لن تكون مقتصرة على لون واحد !


وقصة التوليب في كندا تعود إلى عام 1945 قبيل إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، إذ استقبلت كندا في ذلك الوقت الملكة جوليا ملكة هولندا ، التي تركت بلدها إثر إندلاع الحرب واستقبلها الكنديون في بلادهم ، ومنحوها مساحة من الأرض لتكون أرضاً‏ ‏هولندية ، حتى تستطيع أن تنجب ولي العهد في أراضٍ هولندية ، كما ساهموا في تحرير هولندا . وعرفاناً منها بجميلهم أرسلت لهم الملكة مائة ألف زهرة من زهور التوليب ‏ليزرعوها في بلادهم . وتحولت بالتالي إلى رمزٍ عالمي للصداقة بين الشعبين وللجمال في ‏ ‏فصل الربيع .



أما جنون التوليب (Tulip mania) فهو اسم يشير إلى فقاعة اقتصادية كبيرة أتت تسميتها أصلاً من مرحلةٍ في التاريخ الهولندي تزايد فيها الطلب على أبصال زهرة التوليب إلى حدٍ فظيع . وقد وقعت أحداث هذه الجائحة الإقتصادية في القرن السابع عشر ، ما بين عامي 1635و1637 ميلادية ، فقد تعاظمت شعبية التوليب في هولندا ، بعد أن تعرفت عليه أوروبا عن طريق الإمبراطورية العثمانية في منتصف القرن 16 ، وانطلق علية القوم في تنافس لامتلاك أكثر الأبصال ندرة ، وتعاظمت المنافسة حتى وصلت الأسعار حدوداً عالية .

يعتقد أن زراعة التوليب بدأت في هولندا التي كانت تعرف آنذاك باسم ( الأقاليم المتحدة ) في عام 1593 ميلادية ، عندما تمكن تشارلز دي لوكلوس من تحسين نوعية التوليب لتصبح قادرةٍ على تحمل صعوبة المناخ في المناطق المنخفضة اعتماداً على أبصالٍ أرسلها إليه من تركيا أوجير دي بوسبيق . وسرعان ما تحولت الزهرة إلى موضوع تفاخرٍ ورمزٍ للرفعة . وهنالك أصناف محددة من النبتة حملت أسماءً خاصة مميزة اشتق بعضها من أدميرالات البحرية الهولندية . وقد ظهرت أكثرها روعة بما حملته من ألوان حية ، وخطوط ، بدت كألسنة اللهب ، وذلك بعد أن تعرضت بعض أنواعها لعدوى فيروس خاصٍ بأبصال التوليب .
فلو رغبت بشراء نوعٍ محدد من أبصال التوليب في عام 1623 م ، أو بالأحرى بصلةٍ واحدة منها ، فذلك سيكلفك نحو ألف فلورينة ، وهي العملة المستخدمة آنذاك في المنطقة ، ولتقدر ذلك يكفي أن تعرف أن متوسط الدخل السنوي للفرد آنذاك كان يعادل 150 فلورينة . ولم يقتصر تداول التوليب على النقود ، بل تمت مقايضتها بالأراضي والمواشي والبيوت . ويزعم بأن المتداول الجيد كان يحقق أرباحاً تصل إلى 60 ألف فلورينة في الشهر الواحد .
وسجل في العام 1635 م ، صفقة تم من خلالها تداول 40 بصلة مقابل 100.000 فلورينة . وللمقارنة نذكر بأن طناً من الزبدة لا يكلف سوى 100 فلورينة ، أما 240 فلورينة فيمكنها شراء ثمانية خنازير سمينة ، وسجل رقم قياسي ببيع بصلة شهيرة باسم " سمبر أوغسطين " مقابل 6.000 فلورينة .
مع حلول عام 1636 ميلادية ، دخلت الأبصال السوق المالي في كثير من بلدات هولندا ليتم تداولها هناك ، مما شجع كافة فئات المجتمع على الدخول بأموالهم أو بممتلكاتهم للمضاربة عليها . وحقق بعض المضاربين أرباحاً ضخمة . وآخرون خسروا كل أو ما يزيد على ما كانوا يملكونه . لقد قام البعض ببيع أبصال التوليب التي زرعوها للتو ، وباع آخرون أبصال التوليب التي ينوون زراعتها !! فيما يشبه تداول  العقود الآجلة، وقد وصفت هذه الظاهرة بأنها ( قبض ريح ) أو " تداول الهواء " .
في شباط / فبراير من عام 1637 ميلادية ، لم يعد متداولو البصل يحصلون على عروض شراء أعلى مقابل البصل ، وبدؤوا البيع . لقد انفجرت الفقاعة . وأخذ الشك يراود الناس بأن الطلب على بصل التوليب سيختفي ، وهذا ولد ذعراً عارماً . أصحاب العقود الآجلة باتوا يحملون عقوداً لا يساوي سعرها الحالي عشر ما نصت عليه العقود ، وكثيرون آخرون ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم يحملون أبصالاً لا تساوي قيمتها جزءاً صغيراً من السعر الذي دفعوه للحصول عليها . وحسب ما زعم ، فإن آلاف الهولنديين ، بمن فيهم رجال الأعمال وأصحاب المناصب ، انهاروا مالياً .
وقد بذلت محاولات لتصحيح الوضع بما فيه مصلحة كل الأطراف لكنها باءت بالفشل . بعض الأفراد تورطوا بالأبصال بعد أن حصل الانهيار ، وما من محكمة ستجبر أحداً على تسديد قيمة العقود الآجلة ، فالقضاة اعتبروها عقود مقامرة ، لا تحظى بحماية القانون .
نسخٌ مشابهة من جنون التوليب اجتاحت باقي مناطق أوروبا ، لكنها لم تبلغ ما بلغته الأمور في هولندا . ففي إنجلترا عام 1800 كان من الشائع أن يشتري المرء بصلة توليب واحدة بمبلغ يكفي عاملاً وعائلته حاجتهم من الطعام والشراب والملبس طوال 6 أشهر .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق