قرائنا الأعزاء ... إذا كنتم ترغبون في قراءة موضوع ما ... أو كنتم ترغبون بإرسال مقال أو موضوع علمي ... أرجوا منكم التواصل على الإيميل التالي :

hamzahamaira@hotmail.com

السبت، 14 يوليو 2012

كارثة تشيرنوبل The Chernobyl disaster


كارثة تشيرنوبل
The Chernobyl disaster

تقع محطة تشيرنوبل قرب مدينة بريبيات على بعد 130 كم شمالي مدينة كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا السوفيتية . وهي محطة للطاقة النووية .
وتتألف من أربعة وحدات جرافيت مخففة ومبردة بالماء ، وكل منها لديها قدرة توليد تبلغ 1000 ميغا واط .
وفي 26 نيسان 1986 في الساعة الواحدة و 23 دقيقة صباحاً وقع انفجار في الوحدة رقم (4) . ونتيجة الحادث حصل تفتت في الوقود ، وانفجارات بخارية وهيدروجينية ، وارتفعت درجات حرارة المفاعل المحترق إلى عدة آلاف درجة مئوية مؤدياً إلى إنصهار قلب المفاعل وإطلاق الإشعاعات من عناصر الوقود المدمرة خلال فترة عشرة أيام .
وقد بدأ الحادث عندما كان العاملون يختبرون توربيناً أثناء عملية مبرمجة لغلق الوحدة . بيد أنه لم تتبع في ذلك إجراءات السلامة ، فقد سحبت أغلبية قضبان التحكم في إمتصاص النيترون وتم في اللحظات الأخيرة تفادي حدوث تفاعل متسلسل كالذي يحدث في حالة انفجار قنبلة نووية .
وأدى الحادث إلى إطلاق كميات هائلة من النويدات – هي ذرة تتميز بتركيب نواتها الخاص ، وبالتالي بعدد بروتوناتها ونيوتروناتها ومحتواها الطاقي – المشعة في الغلاف الجوي . وانطلقت نحو 30 نويدة مشعة بمجموع نشاط ( 2900p bq ) ويشكل هذا 8% من المجموع الكلي للنويدات المشعة وقت وقوع الحادث . وكان من بين هذه النويدات المهمة من الناحية الطبية الحيوية : سترانشيوم 90 – والأيودين 131 – والسيزيوم 137 .
وانتقلت المواد المشعة المنبعثة من تشيرنوبل إلى مسافات بعيدة ووصلت إلى أماكن تبعد ألاف الكيلومترات عن مصدرها . فقد عبرت الحدود إلى بولندا وجنوب فنلندا وعبر السويد والنرويج . وتوقفت درجة التلوث إلى حد كبير على ما إذا كانت الأمطار قد غسلت المواد المشعة من السحب . وقد ظهرت في أماكن من بينها جنوب ألمانيا ، واليونان وعبر الجمهوريات السوفياتية ، والبلدان الإسكندينافية ، والمملكة المتحدة .
تركز الإهتمام في بداية الأمر على الأيودين 131 الذي تأكله الأبقار خلال رعيها ويظهر في ألبانها . كما تلوثت الخضر الورقية والفواكه المزروعة في الخارج مما أدى إلى التخلص منها .
ونظراً لأن منتصف عمر الأيودين 131 هو ثمانية أيام فقط ، سرعان ما تحول الإنتباه إلى الخطر المحتمل للسيزيوم 134 و 137 . إذ أن منتصف عمر السيزيوم 137 يتجاوز 30 عاماً ، والسيزيوم يلوث اللحم ، وقد اتخذت تدابير خاصة في إسكندنافيا والمملكة المتحدة للحد من نقل المواشي وذبحها .
ومع أن مجموع الوفيات نتيجة الحادث كان 31 شخصاً في البداية إلا أنه بلغ ما بين 250 و 300 شخص بعد أربع سنوات من الحادث كما أعلن رسمياً .
وتوضح البيانات الطبية عن الفترة 1986 – 1990 ، في منطقة المراقبة الدقيقة حول تشيرنوبل ، ارتفاعاً بنسبة 50 بالمئة في متوسط تكرار الإصابات بأمراض الغدة الدرقية والأورام الخبيثة ، ونمو الأنسجة ، وازداد سرطان الدم بنسبة 50% . بالإضافة إلى زيادة خطيرة في حالات الإجهاض وولادة أطفال بتشوهات جينية ، وجرت عدة محاولات لتقييم الأثار الصحية لحادث تشيرنوبل خارج الجمهورية السوفياتية . وتبين أنها لم تحدث آثار حادة ، وقدرت الزيادة في أخطار السرطان في نصف الكرة الشمالي ما بين صفر و 0.2% .
وكانت التكاليف الإقتصادية المباشرة وغير المباشرة لهذا الحادث باهظة جداً ، وقدرت بمبلغ 15 مليار دولار كحد أدنى ، النسبة الكبرى منها وهي 90% في الجمهورية السوفياتية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق