التثاوب
The Yawning
جوزيف
ديكروس يتثاءب في رسمة شخصية له عام 1783
التثاؤب عمل لا إرادي الهدف منه ملء الرئتين
بالهواء إلى أقصى حد . للقيام به يفتح الشخص فاه بشدة لدرجة يكون
فيها حجم فتحة البلعوم
أكبر بأربع مرات من حجمها في الأوقات العادية ، ويستمر التثاؤب لحوالي
( 6 ) ثوان تتقلص فيهما عضلات الوجه والرقبة
، ويصاحبهما إغلاق للعينين
. خلال ذلك تتوقف جميع المعلومات الحسية لفترة من الوقت تكفي لعزل الشخص عن عالمه تبعاً لمدة التثاؤب . كما يشير
التصوير باستخدام التخطيط التصواتي للأجنة
، كشف أن الجنين يتثاءب بشدة ، حتى يكاد المشاهد يتخيل أن فكيه سوف
ينفصلان عن بعضهما ، رغم أنه لا يتنفس عبر الرئتين .
من العوامل المرتبطة بالنعاس ، ما يلي
:
·
النعاس.
- لحظة
اقتراب موعد النوم .
- ساعة
الاستيقاظ .
- لحظة
الشعور بالضجر أو القلق
.
- عند
الاسترخاء .
- عند
الشعور بالجوع
.
- وعند
التعب أو عدم القدرة على القيام بمجهود إضافي .
لا يزال التثاؤب مجهول الأسباب ، حتى إن
بعض العلماء اعترفوا بأن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من الدراسة بعد ، ولا يزال يثير الكثير
من الجدل العلمي ، والاختلاف في التفسير أيضاً . من تفسير العلماء لظاهرة التثاؤب
:
·
يعتقد بعض الأطباء
التثاؤب يحدث عندما يكون مستوى الأكسجين منخفضا في الجسم ، مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون
، وهو التفسير الأكثر شيوعاً .
- أطباء
آخرون يعتقدون أنه فعل انعكاسي يقي الرئة
من الضمور .
- يفسر
علماء النفس أن التثاؤب دليل على الصراع بين النفس ومغالبتها للنوم من جهة ، وبين
الجسد وحاجته للنوم من جهة أخرى .
- باحث
فرنسي يعتبر أن التثاؤب هو وظيفة طبيعية تشير إلى زيادة النشاط وليس الخمول ،
وقد يعكس الرغبة في تغيير موضوع ، أو الهروب من موضوع ما .
- يفسر
أبقراط التثاؤب بأنه يطرد الهواء الملوث من الرئتين ، ويعيد تدفق الدم نحو
الدماغ
؟
أجرت العالمة الأمريكية ميري هاينز تجارب عدة على أجنة
في بطون أمهاتهم ، بالتقاط صور لهم عن طريق التخطيط التصواتي ، وقد لاحظت أنه بعد التثاؤب تبدأ الأجنة بحركات نشيطة للغاية ، بعكس ما
كانت عليه قبل التثاؤب ، وخلصت إلى أن التثاؤب ليس دليلاً على حاجة الإنسان إلى النوم
أو إلى الأكسجين ، بل دليل على حاجة الإنسان إلى النشاط والحركة . تقول " أن التثاؤب
وسيلة فطرية يلجأ إليها الجسم لإبقاء المخلوق مستيقظاً ، ولتنشيط عضلات القلب
، ومد الجسم بالنشاط " . ذلك يعني نفيها للتفسير العلمي القائل
بأن التثاؤب وسيلة لطرد ثاني أكسيد الكربون ومد الجسم بالأكسجين .
وفي تفسير الشعور بالارتياح بعد التثاؤب
، تقول إحدى النظريات المتداولة حالياً أن عملية التثاؤب تحدث نتيجة لحاجة الجسم إلى
الأكسجين ، وأنه عندما يحتاج الإنسان إلى الأكسجين ، يأخذ نفساً عميقاً وطويلاً يملأ
من خلاله رئتيه بالأكسجين فيشعر بالارتياح .
التثاؤب هو أكثر الحالات انتقالاً بالعدوى
على الإطلاق ، حيث يكفي أن يتثاءب شخص واحد في مكان به جمع غفير من
الناس ليتثاءبوا جميعاً خلال لحظات . كما ليس بالضرورة مشاهدة شخص يتثاءب حتى تبدأ
بالتثاؤب ، إذ يكفي التفكير به ، أو القراءة عنه ، وحتى العميان
يتثاءبون عندما يسمعون عن التثاؤب . هناك قول مأثور يؤكد أن المتثائب
الواحد يصيب ( 7 ) آخرين بعدواه ، وقد تمكن البروفسور الأمريكي روبيرت بروفين
أستاذ علم النفس بجامعة ماريلاند
من إثبات هذا القول عبر سلسلة من التجارب أجراها على طلابه ، فقد
أرغمهم على مشاهدة شريط فيديو
عن التثاؤب ، ودون ملاحظاته ، فتبين له أن الرؤية تؤدي دوراً أساسيا
في نقل العدوى ، بيد أن مشاهدة فم يتثاءب لا تثير أي ردة فعل عند الآخر إذا كان باقي
وجه المتثائب مغطى بقناع . وفي تجربة أخرى لعلماء النفس ، كانت النتيجة مختلفة ، فقد
تم اختيار بعض المتطوعين لمشاهدة شريط مرئي يعرض أشخاصا يتثاءبون ، ومراقبة ردود أفعالهم
، فكانت خلاصتها أن عملية التثاؤب لا تنتقل إلى الجميع ، بل إلى أفراد يتميزون بحساسية
مفرطة واستعداد للتأثر السريع بأفكار وسلوك الأقارب والأصدقاء ، فقد
أكدت هذه التجربة أن بعض المتطوعين تجاوبوا بسرعة مع العرض واندمجوا في موجة من التثاؤب
، بينما لم يتأثر غالبية المشاهدين ، ورغم أن الجميع كانوا في حالة مماثلة من اليقظة
والنشاط ولا يعانون الإرهاق أو الرغبة في النوم .
إن تفشي التثاؤب بالعدوى أمر محير غامض
للآن ، وتقتصر المعرفة على أن رؤية شخص يتثاءب تنتقل إلى مركز الرؤية في الدماغ ومن
هناك تنتقل إلى مركز التثاؤب . تقول الدكتورة ميري هاينز
: " يمكننا القول أن التثاؤب يعد عاطفة
مثل العواطف الأخرى التي تكمن في نوازع الإنسان الداخلية ، كالحب
والخوف
والجوع
والضحك
والبكاء ، فالإنسان يتأثر بالوسط
المحيط به ، فهو يضحك إن كان من حوله يضحكون ، ويحزن إذا كان من حوله يحزنون ، وهكذا
يفعل التثاؤب ، لذا يمكننا أن نطلق عليها أيضاً اسم عاطفة مشاركة الآخرين وهي عاطفة
تم التأكد منها لدى الإنسان والقرود والشمبانزي والأسود والنمور . إلا أن الأطفال تحت
سن العامين لا يتأثرون بتثاؤب الآخرين ، والسبب يعود إلى أن العدوى تنتقل من خلال الفص الجبهي غير المتكون بعد عند
الأطفال في تلك السن ، والفص الجبهي من الدماغ هي المنطقة التي تؤدي دوراً رئيسياً
في ضبط السلوك والانفعالات . ومن الملاحظ أيضاً أن المصابين بالفصام
لا يتثاءبون إلا نادراً ، وأنهم تقريباً محصنون ضده .
من فوائد التثاؤب أنه يجدد الهواء ، ويوسع
الرئة ، ويحسن مستوى الأكسجين في الدم ، ويساعد المخ على مواجهة مواقف متغيرة ، ويزيد
من فاعلية المفاصل والعضلات والقلب ، ويؤدي إلى الشعور باليقظة ويمنح الجسم بالنشاط
المؤكد ..
ليس من المستحب أن نتثاءب بينما يتحدث
الآخرون إلينا ، فعلينا أن نكتم التثاؤب أمام الآخرين ، وإن تثاءبنا يجب أن نغطي الفم
باليد . وفي رد التثاؤب فائدتان :
فائدة جمالية : تجنب الشخص فتح كامل فاه
كي لا يطبع في مخيلة من حوله صورة عن كامل ما يحتويه بلعومه من بقايا طعام ولعاب ،
وكي لا تخرج من أنفه رائحة عبقة نتنة تثير الاشمئزاز والقرف ، كما لن يصرع آذان من
حوله بصوت مزعج ليس له مثيل .
فائدة وقائية : وتتمثل في منع دخول الحشرات
كالذباب وغيره ، كما تقي من حدوث خلع في المفصل الفكي الصدغي
، وهو المفصل الذي يتحرك الفك السفلي به ، ورغم أن هذا الخلع
نادر الحدوث لكنه ممكن .
ومن آداب التثاءب في الإسلام قول النبي
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب
أحدكم فليرده ما استطاع ولا يقل هاه هاه فإنما ذلكم من الشيطان يضحك منه ) .
وعن ابن أبي سعيد الخدري ، أن رسول
الله صلى الله عليهم وسلم قال :- ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده ، فإن الشيطان
يدخل ) صحيح مسلم .
وفي صحيح البخاري ، روى أبو هريرة - رضي
الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " إن الله يحب العطاس
ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقاً على كل مسلم
سمعه أن يقول له ، يرحمك الله ، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم
فليردن ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان " .
فمن السنة أن يضع المتثائب ظهر
كفه الأيسر على فيه ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق