الأشعة فوق البنفسجية
Ultraviolet Radiation
الشمس هي إحدى أهم
وسائل الحياة على سطح الكرة الأرضية ، وبالرغم من أشعتها الهامة التي يحصل الإنسان
منها على الدفء أو لبناء العظام بما تحتويه على فيتامين ( د ) أو بمساهمتها
الكبيرة في عملية البناء الضوئي في النباتات ، إلا أنه هنالك جوانب سلبية تتصل
بإفراط التعرض لأشعتها وخاصة في وقت ذروتها وحدة أشعتها .
ونجد أن هذا الضرر
يرتبط بشكل كبير بأشعتها فوق البنفسجية التي أصبحت تنفذ من خلال الغلاف الجوي لتصل
إلى سطح الكرة الأرضية ؛ نتيجةً لعامل التلوث وما أحدثه من تلف وتآكل لطبقة
الأوزون - التي كانت تعمل كغلاف يحمي الأرض من هذه الأشعة الضارة – وبالتالي إلحاق
مزيد من الضرر بحياة الفرد على سطح هذا الكوكب وفناء الكثير من الكائنات الحية
الأخرى .
والسؤال المطروح الآن
: ما هي الأشعة فوق البنفسجية ؟
هي أشعة غير مرئية ،
وتعتبر جزءاً من الطاقة التي تستمد من الشمس ، ولها أثر ضار على الجسم فهي تحرق
الجلد وتسبب سرطانه ، وهي على ثلاثة أنواع : الأشعة فوق البنفسجية (أ) و (ب) و (ج)
، وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية (ج) هي أخطرها على الإطلاق وتضر بالحياة الصحية
ضرراً بالغاً ، ولكنها لا تنفذ إلى سطح الكوكب بسبب وجود طبقة الأوزون ، ولذلك فهي
لا تهدد حياة الإنسان أو الحيوان أو النبات .
أما كلا الأشعتين فوق
البنفسجيتين (أ) و (ب) فإنهما ينفذان إلى سطح الأرض من طبقة الأوزون ولكنهما يصلان
في صورة مخففة ، ونجد أن الأشعة فوق البنفسجية (أ) أضعف من الأشعة فوق البنفسجية
(ب) ، ولكن كلاهما يتسببان بإصابة الإنسان بسرطان الجلد سواءً بصورةٍ مباشرة أو
غير مباشرة .
فالأشعة فوق البنفسجية
(أ) تتخلل الجلد أكثر من الأشعة فوق البنفسجية (ب) وبالتالي تعمل على تدمير بعض
الخلايا مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد ( الطريقة غير المباشرة ) ، أما الأشعة
فوق البنفسجية (ب) فهي تسبب الإصابة بسرطان الجلد – وخاصة لمن لهم تاريخ في
الإصابة بضربات الشمس أو التعرض الزائد عن الحد للأشعة – ( الطريقة المباشرة ) ،
ومن أخطر أنواع السرطانات التي تسببها في الجلد الميلانوما ( Melanoma ) وأنواع أخرى متعددة ، وتسبب
أيضاً أمراضاً أخرى مثل المياه البيضاء وعدم كفاءة جهاز المناعة .
ولا تأتي الأشعة فوق
البنفسجية من أشعة الشمس فقط ( المصدر الطبيعي ) لكن لها مصادر أخرى طبيعية .
ولهذه الأشعة أيضاً
جانبٌ آخر ، فهي مفيدة للإنسان فهي تساعده على إنتاج فيتامين (د) والذي يعمل على
نمو العظام والأٍسنان ولكن فقط عند التعرض لها لفترات قصيرة .
والسؤال المطروح الآن
: من هو مكتشف هذه الأشعة وكيف تم اكتشافها ؟
كان اكتشاف الأشعة فوق
البنفسجية على يد العالم جوهان دبليو رايتر ( Johann W. Ritter ) . الذي قام بإجراء تجربة عملية
لتحليل ضوء الشمس إلى ألوانه الأساسية ، وكانت أدواته التي استخدمها في تجربته هذه
المنشور الطيفي ، حيث كان يقوم أثناء إجرائه التجربة بتعريض كل لون على عينة من
الكلوريد بدءاً باللون الأحمر حتى اللون البنفسجي الذي أحدث تغيراً في لون
الكلوريد إلى اللون الداكن ، أما اللون الذي تلا البنفسجي احترقت عنده عينة
الكلوريد كُلياً ، لذا سمي الضوء الذي يلي الأشعة البنفسجية بالأشعة فوق البنفسجية
( Ultraviolet Radiation
) .
وقد قسم العلماء مناطق
الأشعة فوق البنفسجية إلى ثلاث مناطق من حيث قربها وابتعادها وهي :
(1) منطقة الأشعة فوق
البنفسجية القريبة .
(2) منطقة الأشعة فوق
البنفسجية البعيدة .
(3) منطقة الأشعة فوق
البنفسجية البعيدة جداً ، وهي الأٌقرب إلى الأشعة إكس ولها أكبر قدر من الطاقة .
وللأشعة فوق البنفسجية
مؤشراً يسمى باسمها ، وهو الذي يقيس مقدار هذه الأشعة ، والرقم المحايد (3) هو
الرقم الطبيعي لجسم الإنسان ، أما إذا زاد عنه فإنه ينذر بالخطر للعين والجلد .
أما عن فوائد الأشعة فوق البنفسجية فهي كالتالي :
(1) الأشعة فوق
البنفسجية هي مصدر الرؤية عند بعض الطيور والحشرات .
(2) الأشعة فوق
البنفسجية هي مصدر لتنشيط العمليات الكيميائية في بعض النباتات .
(3) الأشعة فوق
البنفسجية هي أداة تستخدم في تعقيم بعض الأدوات الجراحية وذلك من خلال مصابيح خاصة
.
(4) الأشعة فوق
البنفسجية تساعد على إنتاج فيتامين (د) عند التعرض للشمس .
(5) الأشعة فوق
البنفسجية تستخدم في صناعة الدوائر الإلكترونية الرقيقة .
(6) الأشعة فوق
البنفسجية تستخدم في دراسة مستويات الطاقة للذرات المختلفة .
(7) الأشعة فوق
البنفسجية يستعين بها علماء الفلك لتحديد المسافات بين المجرات والنجوم .
(8) الأشعة فوق
البنفسجية يستخدمها العلماء في دراسة درجة صمود المواد قبل استخدامها في الصناعات
المختلفة .
أما عن أضرار الأشعة فوق البنفسجية ، فتقول الدكتورة ماريا
نيرا – مديرة إدارة الصحة العمومية والبيئة في منظمة الصحة العالمية – كما جاء في
تقرير المنظمة الذي يصنف الأمراض الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية : " إن هذا
التقييم العالمي للمخاطر الصحية الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية يوفر أساساً
جيداً لاتخاذا إجراءات في مجال الصحة العمومية . إننا نحتاج جميعاً لكمية معينة من
أشعة الشمس ، غير أن الإفراط في التعرض لتلك الأشعة قد يشكل خطراً على الصحة ، وقد
يؤدي إلى الهلاك في بعض الأحيان . وقد بات من الممكن ، لحسن الحظ ، اتقاء الغالبية
الكبرى من الأمراض الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية مثل الأورام الميلانينية
الخبيثة وغيرها من أنواع السرطانات الجلدية والمياه البيضاء ، وذلك عن طريق اتخاذ
تدابير وقائية بسيطة " .
وقد أشارت منظمة الصحة
العالمية في تقريرها الذي أصدرته في عام 2006م ، بأن التعرض المفرط للأشعة فوق
البنفسجية يتسبب في حدوث وفيات تصل إلى ما يقرب من ( 60,000 ) شخص في السنة
الواحدة على الصعيد العالمي ، وهذه الأمراض الشائع
منها التالي :
(1) حروق الجلد
والحروق الشمسية .
(2) أمراض العين
وعتامتها ، مثل : المياه البيضاء ، والبروز اللحمي على مساحة العين .
(3) سرطان الخلايا
الحرشفية الذي يصيب العين أيضاً .
(4) تكرار الإصابة
بمرض هربس الشفة ( طفح يحدث على الشفة محدثاً آلام ) .
(5) ضعف كفاءة جهاز
المناعة في جسم الإنسان ، بحيث تقل قدرة الجسم على مقاومة بعض الأمراض مثل
الملاريا والسل .
(6) تنشط الأشعة فوق
البنفسجية الفيروس المسبب لمرض الإيدز .