مختصر أحكام التلاوة والتجويد
ملخص من كتاب زينة الأداء شرح حلية القراء للشيخ سعيد العنبتاوي
بقلم / محمود أحمد مروح
مفهوم
التجويـد وأهميتـه : التجويد لغة : التحسين ، وهو مصدر جود تجويداً والاسم منه الجودة ضد
الرداء ، وهو انتهاء الغاية في التصحيح ، وبلوغ النهاية في التحسين . وفي الاصطلاح
: هو الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة ، وإعطاء الحروف حقها ومستحقها
ونطقها بأجود نطق لها وهو نطق النبيّ صلى الله عليه وسلم .
حكم التجويـد : إنّ تعلّم الأحكام وإتقان التلاوة أداء وتطبيقاً ، أمر واجب على كل
مسلم ومسلمة ، لقوله تعالى :
{ ورتل القرآن ترتيلاً } ومن ترك هذا العلم وهو قادر
على تعلمه فهو آثم .
حقيقـة
التجويـد : تظهر حقيقة التجويد ، في إعطاء الحروف حقها ومستحقها من الصفات الذاتية
اللازمة لها لإظهارها بشكلها الصحيح ، ومن ذلك الهمس والجهر والاستعلاء والشدة والرخاوة
، فهذه صفات لا تنفك عن بعض الحروف وإلا صار النطق بها لحناً .
مراتب القراءة
: اعلم أن لترتيل القرآن مراتب ثلاث هي :
أولاً – التحقيق : هو إعطاء كل حرف حقه من
إشباع مدّ وتحقيق همزة وإتمام حركات وغيرها .
ثانياً – الحدر : هو ضد التحقيق ، ومعناه الإسراع بالقراءة مع إعطاء الحروف حقها .
ثالثاً - التدوير : وهو عبارة عن التوسط بين التحقيق والحدر .
أما الترتيل
فليس بمرتبة فهو يشمل جميع المراتب السابقة إذ لو كان الترتيل مرتبة لما جاز غيره مرتبة
لقوله تعالى: { ورتل القرآن ترتيلاً } .
الاستعاذة
معناها
اللجوء والاعتصام ، وصيغتها قول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما وردت في سورة النحل
آية :98.
أوجه الاستعاذة
:
إذا اقترنت الاستعاذة بأول السورة باستثناء أول سورة براءة فلجميع القراء أربعة أوجه
فيها ، إذا علمنا أن المقصود بقول :
" الأول " الاستعاذة ، وبقول : " الثاني " البسملة ، وبقول
: " الثالث " بداية السورة ، والأوجه الأربعة هــي :
الوجه
الأول : قطع الجميع دون وصل ، فيقف القارئ على الاستعاذة وعلى البسملة ، ويبتدئ
بأول السورة ، والوقف يكون بقطع القراءة مع أخذ النفس .
الوجه
الثاني : وصل الجميع دون انقطاع .
الوجه
الثالث : قطع الأول ، ووصل الثاني بالثالث ، أي الوقف على الاستعاذة ، ووصل البسملة
بأول السورة .
الوجه
الرابع : وصل الأول مع الثاني وقطع الثالث ، أي وصل الاستعاذة مع البسملة ، والوقف
عليها والابتداء بأول السورة . وهذا الوجه أفضل الوجوه وأكملها .
البسملة
وهي قول
: بسم الله الرحمن الرحيم .
أوجه البسملة
بين السورتين : لها ثلاثة أوجه جائزة ،
ووجه رابع غير مقبول ، وبيانها فيما يلي :
الوجه
الأول : وصل الجميع ، وهنا يصل القارئ نهاية السورة السابقة مع البسملة ومع
بداية السورة اللاحقة ، بلا توقف أو انقطاع بينها ، ووصلها كأن نقرأ قوله تعالى :
" ولم يكن له كفواً أحدٌ بسم الله الرحمن الرحيمِ قل أعوذ برب الفلق
" .
الوجه
الثاني : قطع الجميع .
الوجه
الثالث : قطع الأول ، ووصل الثاني بالثالث .
الوجه
الرابع (غير المقبول) : وصل الأول مع الثاني وقطع الثالث والعلة في عدم قبول هذا الوجه
أن القارئ إذا وصل آخر السورة بالبسملة ، ثم قطع القراءة فإنه يكون قد ألحق البسملة
بالسورة السابقة ، مما يتوهم أنها آية منها ، كما أن البسملة شرعت لأوائل السور لا
لأواخرها .
الوصل بين الأنفال والتوبـة
:
إذا أراد القارئ وصل آخر سورة
الأنفال بأول سورة التوبة فله في ذلك أوجه ثلاثة :
الوجه الأول : الوصل ، فيصل القارئ - بلا توقف وبلا بسملة - قوله تعالى : { إن الله بكل شيء عليمٌ براءة من الله ورسوله } [ الآية : 75 من سورة الأنفال ، والآية : 1 من سورة التوبة ] .
الوجه الثاني : الوقف .
الوجه الثالث : السكت .
أحكام النّون
الساكنة و التنوين
تعريف النّون الساكنة : عرفها
أهل الأداء بأنها : حرف أصلي تثبت لفظاً ووصلاً وكتابة ووقفاً .
تعريف التنويـن : هو نون ساكنة
زائدة تلحق آخر الأسماء ، وتثبت بها لفظاً ووصلاً وتفارقها خطاً ( كتابة ) ووقفاً ،
ومثاله ( عليماً حكيما ) .
أحكامها أربعة : للنّون الساكنة والتنوين أربعة أحكام هي الإظهار والإدغام والإقلاب
والإخفاء .
أولاً
: الإظهار الحلقي : سمي بذلك لان حروفه الستة
تخرج من مواضع مختلفة من الحلق ، وحروفه هي : الهمزة والهاء ، والعين و الحاء المهملتان ، والغين والخاء المعجمتان .
ونعني
بالإظهار النطق بالحرفين كل واحد منهما على صورته وإليك هذه الأمثلة التفصيلية :
1- الهمزة
: ( منْ ءامنَ ) ، ( ينْأون ) ، ( عذابٌ أليــم ) .
2- الهاء
: ( إنْ هذا ) ، ( ينْهون ) ، ( ونوحـاً هدينــا ) .
3- العين
: ( مَنْ عمل ) ، ( الأنعام ) ، ( حكيمٍ عليـــم ) .
4- الحاء
: ( منْ حكيم ) ، ( تَنْحتون ) ، ( غفورٌ حليــم ) .
5- الغين
: ( منْ غلّ ) ، ( فسينْغضون ) ، ( حديثٍ غيره ) .
6- الخاء
: ( منْ خير ) ، ( المنْخنقة ) ، ( عليماً خبيـراً ) .
ويجدر
بالذكر أنّ الإظهار الحلقي يقع في كلمة نحو " ينْهون " ، ويقع في كلمتين
نحو" منْ خير" .
ثانياً
: الإدغام : الإدغام لغة : الإدخال والستر ، واصطلاحاً النطق بالحرفين حرفاً واحداً
مشدداً فإذا دخل أيّ حرف من حروف الإدغام الستة على النّون الساكنة أو التنوين فإنهما
يصيران حرفاً واحداً مشدداً وهو حرف الإدغام .
وأما
أحرف الإدغام فهي ستة جمعت بكلمة "يرملون" ، مقسمة إلى قسمين بالنسبة لوجوب الغنّة معها :-
القسم
الأول : الإدغام بغنة : وله أحرف أربعة جمعت بكلمة
( ينمو ) ، ومثاله في قوله تعالى: { فمن يعمل } ويرافق هذا القسم
من الإدغام غنة بمقدار حركتين وجوباً .
الإظهار
المطلق : يستثنى من قسم الإدغام بغنة ما كان منه في كلمة واحدة ، فلا يجوز
فيه الإدغام ، ولم يجتمع مع النّون الساكنة من أحرف الإدغام بغنة في كلمة واحدة إلا
الياء والواو ، وذلك في أربع كلمات هي ( دُنْيا ، وبنيانا ) أينما وقعتا
في القرآن الكريم ، و ( صِنْوان ( [ الرعد : 4 ] و ( قِنْوان ) [ الأنعام : 99 ] ، لأن الإدغام في هذه الكلمات يغير بنيتها ومعناها
.
كذلك
الأمر بالنسبة لحرف النّون الساكن في بداية سورة القلم { ن والقلم وما يسطرون } ، وحرف النّون الساكن
في آخر كلمة ياسين في قوله تعالى : { يس ، والقرآن الحكيم } عند وصلهما بالواو التي بعدهما فيجب فيهما الإظهار ولا يصح الإدغام وقد
أطلق العلماء على هذه الحالات السابقة جميعاً حكماً يسمى " الإظهار المطلق " لإطلاقه عن الإدغام
والغنّة .
القسم
الثاني من الإدغام هو الإدغام بغير غنة : وله حرفان ( اللام والراء
) وهما المتبقيان من مجموعة ( يرملون ) ، فيحدث الإدغام هنا بلا غنة وهو من أنواع الإدغام الكامل
، ومثاله في قوله تعالى :
{ منْ رّبنا
} ، وقوله تعالى : { أنْ لّن } ، وقوله تعالى : { هدىً لّلمتقين } ، وقوله تعالى : { لرءوفٌ رّحيم } .
ثالثاً
: الإقلاب : الإقلاب أو القلب ، والإقلاب لغة : تحويل الشيء عن وجهه ، واصطلاحاً جعل
حرف مكان آخر مع مراعاة الغنّة والإخفاء في الحرف المقلوب . وله حرف واحد هو الباء
الموحدة ، فإذا دخلت الباء على النّون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو على التنوين
ولا يكون ذلك إلا في كلمتين أو على نون التوكيد الخفيفة المتصلة بالفعل المضارع وجب
قلب النّون الساكنة والتنوين ونون التوكيد ميماً خالصة لفظاً لا خطاً مخفاة مع إظهار
الغنّة ومثاله في قوله تعالى : { أنبئوني } وقوله تعالى : { منم بعدهم } ومثال نون التوكيد الخفيفة الشبيهة بالتنوين في قوله تعالى : { لنسفعاً بالناصية } .
رابعاً : الإخفاء الحقيقي : أما الحكم الرابع والأخير،
فهو الإخفاء الحقيقي ، والإخفاء لغة : الستر ، واصطلاحاً حالة من اللفظ بين الإظهار
والإدغام ، ويكون ذلك بالنطق بالنّون الساكنة أو التنوين عارية عن التشديد ، على صفة
بين الإظهار والإدغام مع مراعاة الغنّة في الحرف الأول بمقدار حركتين اتفاقا عند
جميع القراء . أما عن حروفه فهي فاضل الحروف الثمانية والعشرين ، فإذا استثنينا أحرف
الإظهار الستة ، وأحرف الإدغام الستة ، وحرف الإقلاب ، فسيبقي للإخفاء خمسة عشر حرفاً
، وقد ذكرها الجمزوري في أوائل كلم البيت التالي .
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقا ضع ظالما
فحروفه
هي : الصاد ، الذال ، الثاء ، والكاف ، والجيم ، والشين ، والقاف ، والسين ، والدال
، والطاء ، والزاي ، والفاء ، والتاء ، والضاد ، والظاء .
والإخفاء
يقع في كلمة وفي كلمتين ، كالإظهار والإقلاب ، ومن الأمثلة عليه في التنزيل : ( من
فوق ) ، و( منتهون ) ، و( أزواجاً ثلاثةً ) ، و( من جاء ) ، و( ينقذون ) .
أحكام الميم الساكنة
أحكامها
ثلاثة : الإخفاء ، والإدغام ، والإظهار.
1- الإخفاء
الشفـوي : الحكم الأول من أحكامها
هو الإخفاء الشفوي ( الشفهي ) ، وله حرف واحد هو الباء ، فإذا دخل حرف الباء على الميم
الساكنة جاز إخفاء الميم ، نحو قوله تعالى : { فاحكم بينهم بما أنزل الله } . ويرافق الإخفاء الشفوي هنا غنة في الميم
بمقدار حركتين ، وتكون الميم عند الباء مخفاة كما أشير لذلك في حكم الإقلاب مسبقاً
.
2- إدغام
المثلين الصغير : الحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة ، هو الإدغام الصغير ، وله حرف
واحد الميم ، فإذا دخلت الميم المتحركة على الميم الساكنة وجب إدغام الميم الأولى الساكنة
بالميم الثانية المتحركة مع الغنّة سواء كان ذلك في كلمة نحو { الم } ، و { حمّالة } ، أم في كلمتين نحو قوله تعالى
: { ولكم مّا كسبتم } ، وسمّي بالمثلين ، لتشابه المدغم والمدغم فيه اسماً ورسماً ، وسمي بالصغير
لأنّ الأول ساكن والثاني متحرك .
3- الإظهار
الشفـوي : الحكم الثالث والأخير هو الإظهار الشفوي ، ويكون عند باقي الحروف الثماني
والعشرين ، باستثناء حرفي الباء و الميم ، ويتحقق هذا الحكم بدخول أحد حروف الإظهار
الستة والعشرون على الميم الساكنة سواء كان ذلك في كلمة واحدة نحو { الحمد لله } ، و{ أنعمت عليهم } ، أو في كلمتين نحو { ذلكم أزكى لكم وأطهر} .
أشـدّ
الإظهار : أما أشد الإظهار الشفويّ فيكون عند حرفي الواو و الفاء ، فعندهما يجب
النطق بالميم الساكنة خالصة مظهرة ، حتى لا يسبق اللسان إلى إخفائها عند هذين الحرفين
، وذلك لقرب الميم من الفاء في المخرج ، واتحادها مع الواو فيه ، ومثال ذلك في قوله
تعالى : { الله يستهزئ بهم ويمدّهم في طغيانهم يعمهون } [ البقرة : 15 ] .
أحكام النّون
والميم المشددتين
يجب مراعاة
الغنّة عند التلفظ بحرفي النّون والميم المشددين وصلا ووقفاً على حد سواء ، فكل واحد
منهما حرف أغنّ تخرج غنته من الخيشوم ، وحرف النّون آصل في الغنّة من الميم لقربه من
الخيشوم .
والتركيز
على وجود الغنّة فيهما في حالة الوقف آكد ، نحو الوقوف على " أتمّهنّ " أو
" الجآنّ " أو" عمّ " ، فقد يخطأ بعضهم في الوقوف على هذه الكلمات
وما شابهها ، فيقف عليها بنون أو ميم ساكنتين ، دون التنبه إلى وجود التشديد
على الحرف الموقوف عليه وضرورة غنه بمقدار حركتين .
الغنّة
تعريف الغنّة : لغة : صوت في الخيشوم ، واصطلاحاً : صوت لذيذ مركب في جسم النّون والميم
، ترافقهما في حالة السكون والحركة ، والإظهار والإدغام والإخفاء . فالغنّة صوت لا
حرف ، وهي صفة ترافق موصوفها . ومقدار الغنّ ( الغنّة ) حركتان ، والحركة هي مقدار
قبض الأصبع أو بسطه .
أحكام الراءات
حالات ترقيق الراء : ترقق الراء في الحالات التالية :-
أولاً
: إذا جاءت مكسورة كسراً أصلياً نحو ( رِزق ، فرِيقاً ، لنرِيه ، برِيح ) ، أما إذا
كانت مضمومة نحو ( رُؤياً ، محضرون ) أو كانت مفتوحة نحو ( رَحيم ، برَبكم ) فإنها
تكون مفخمة ، ويستثنى من حالة الفتح كلمة "مجراها " [ هود : 41 ] حيث ترقق
الراء فيها للإمالة .
ثانياً
: إذا كانت ساكنة وما قبلها مكسور في كلمة واحدة سواء جاءت متوسطة في الكلمة أو متطرفة
نحو ( فِرْعون ، فِرْدوس، مرفقاً
، اغِفر لنا ، فاصبر ) ، بخلاف ما لو جاء قبلها ضم نحو ( نُرسل ) أو فتح نحو( لا تَرفعوا
) فإنها تكون مفخمة .
وللترقيق
في هذه الحالة شروط هي :
1- أن
يكون الحرف الذي بعد الراء المتوسطة حرف استفال لا حرف استعلاء ، فإن لحقها في نفس
الكلمة حرف استعلاء غير مكسور فإنها تفخم ، ولم يقع ذلك إلا مع ثلاثة أحرف من أحرف
الاستعلاء ، هي: الطاء والصاد والقاف ، وذلك في خمس كلمات هي : { قِرْطاس } [ الأنعام : 7 ] ، و { إرصاداً } [ التوبة : 107 ] ، و { فرقة } [ التوبة : 122 ] ، و { مِرصاداً } [ النبأ :21 ] ، و { لبالمرصاد } [ الفجر : 14 ] ، أما إذا جاءت الراء متطرفة في الكلمة فإنها ترقق حتى
لو لحقها حرف استعلاء لانفصالها عنه ، وذلك في ثلاثة مواضع في القرآن هي : { أنذر قومك}
[ نوح : 1 ] ، و { ولا تصعر خدك } [ لقمان : 18 ] ، و { فاصبر صبراً جميلاً } [ المعارج
: 5 ] .
2- أن
لا يكون الكسر قبل الراء المتوسطة كسرأ عارضاً ( غير أصلي ) ، وذلك في حالتين :
أ- إذا
وقعت همزة الوصل قبل حرف الراء الساكن في بداية الكلمة نحو ( اْرجع ، اْرحمهما ) فالكسر
هنا غير ملازم لهمزة الوصل ولا يكون إلا في حالة الابتداء بها ، وفي حالة الوصل تسقط
الهمزة ويتلاشى الكسر معها فهو عارض غير أصلي ، ولذا يجب تفخيم الراء هنا .
ب- إذا
كانت همزة الوصل هي السبب في كسر الحرف الذي قبل الراء بعد أن كان ساكناً ، نحو ( أم
اْرتابوا ، لمن اْرتضى ، إن اْرتبتم ) أما إذا كانت الكسرة المنفصلة عن الراء أصلية
فإنها تفخم نحو { الذي اْرتضى } .
ثالثا
: إذا وقف القارئ على الراء في آخر الكلمة وكان قبلها ياء ساكنة مدّية أو لينة فإنها
ترقق نحو ( بصِيْر ، خبِيْر ، الطَّيْر ، خَيْر ) .
رابعاً
: في حالة الوقف - أيضاً - على راءٍ متطرفة ما قبلها حرف ساكن ليس من أحرف الاستعلاء
وما قبله حرف مكسور نحو : ( حِجْر ، للذِكْر ، السِحْر ) ، بخلاف ما لو كان الحرف الذي
قبل الساكن مضموماً نحو( اليُسْر ) أو مفتوحاً نحو ( ليلة القَدْرِ ، يَسْرِ ) فإنها
تفخم .
تنبيه:
في الحالتين ( الثالثة والرابعة ) ترقق الراء وقفاً ، أما في حالة الوصل فترقق الراء
أو تفخم وفقاً لحركتها كما سبق . ويستثنى من الحالة الثانية المذكورة سابقاً ، ما لو
كان الفاصل الساكن حصيناً ، يعني لو كان الفاصل حرفاً من حروف الاستعلاء ، ولم يقع
ذلك إلا في لفظ ( مصر ) غير المنون أينما جاء في القرآن الكريم ، وفي لفظ ( القطر )
في قوله تعالى : { وأسلنا له عين القطر } [ سبأ : 12 ] ففيهما وجها
الترقيق والتفخيم ، وقد أشار ابن الجزري في كتابه النشر إلى الخلاف فيهما ، مختاراً
ومرجحاً وجه التفخيم في ( مصر ) ، ووجه الترقيق في ( القطر ) ، نظراً لحال الوصل ،
وعملاً بالأصل . وما سبق بيانه فهو في حالة الوقف ، وأما في حالة الوصل فراء ( مصر) مفخمة
، وراء ( القطر) مرققة ، وجهاً واحداً لا خلاف فيه .
حالة خلافيـة : وقع الخلاف في كلمة ( فِرْق ) في قوله تعالى : { فانفلق فكان كل
فرقٍ كالطود العظيم } ، فذهب إلى وجه ترقيق الراء
فيها جمهور المغاربة والمصريين مستدلين بضعف حرف الاستعلاء القاف ، الذي جاء مكسوراً
بعد الراء وصلاً . خلافاً لـ ( قرطاس ، ومرصاد ) ، وذهب إلى تفخيمها سائر أهل الأداء
، لوقوع حرف الاستعلاء بعدها ، والوجهان جيدان في الشاطبية وهما صحيحان مقروء بهما
كما جاء في النشر .
تعريف المدّ
وأقسامه
المد
لغة هو : المطّ والزيادة ، واصطلاحاً : إطالة الصوت بحرف المدّ ، والأصل فيه ما رواه
البخاري عن قتادة قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : " كان يمدّ مدّاً " ، وللمدّ ثلاثة حروف : الياء الساكنة المكسور ما قبلها ، و الواو الساكنة
المضموم ما قبلها ، والألف الساكنة المفتوح ما قبلها ( ِيْ – ُوْ - َاْ
) ومثالها جميعاً في كلمة ( نُوْحِيْهَا ) أو ( أُوْذِيْنَا ) .
يقسم
المدّ إلى قسمين رئيسيين هما المدّ الأصلي ( الطبيعي ) والمدّ الفرعي وبيانهما فيما
سيأتي :
المدّ الأصلي : المدّ الطبيعي ( الأصلي ) هو الذي يخلو حرف المدّ واللين فيه من همز قبله
ومن همز أما سكون بعده ، أما عن مقدار مدّه فيمدّ حركتين أو ألفاً واحدة وهذا هو الأصل
وما عليه الإجماع .
المدّ الفرعـي : القسم الثاني من أقسام المدّ هو المدّ الفرعي واصطلاحا هو : "
المدّ الزائد على الأصلي لسبب " .
مدّود
فرعية تمد حركتين كالطبيعي :
مدّ البـدل
: مدّ البدل من المدود الفرعية التي تتوقف
على سبب ، ويتحقق هذا النوع من المدّ إذا سبق الهمز حرف المدّ في كلمة واحدة ، ويمدّ
حركتين ، وله اسمان بالنظر إلى موقعه في الكلمة هما :-
1- البدل الأصلي : ويتحقق عندما تقع الهمزة
في أول الكلمة وبعدها حرف المدّ نحو ( ءامنوا ، إيمان ، أوتي ، ءادم ) ، وسمي بذلك لأن أصل حرف المدّ فيه همزة ساكنة ، فكلمة ءامنوا أصلها
( أَأْمنوا ) ، وكلمة إيمان أصلها ( إِئْمان ) ، وكلمة أوتي أصلها ( أُؤْتي ) ، وهكذا بتحريك الهمزة الأولى وتسكين
الثانية ، فتبدل الهمزة الثانية حرف مدّ من جنس حركة الهمزة الأولى ، ولهذا سمي بدلاً
.
2- شبه البدل : وهنا تقع الهمزة في وسط
الكلمة أو في آخرها ، وبعدها حرف مدّ في ذات الكلمة ، فهذا الشبيه بالبدل وصلاً نحو
( يئوس ، رؤوف ، باءوا ، إسرائيل ) ، والشبيه بالبدل وقفاً نحو ( غثاءً ، نداءً ) ،
والشبيه بالبدل وصلاً ووقفاً نحو ( فآؤا ، نبئوني ) ، وهو في حكم البدل يمدّ حركتين
، وسمي بشبه البدل لأنه كالبدل في وقوع الهمز فيه قبل حرف المدّ ، ولكنّ حرف المدّ
أصلي فيه ، وليس مبدلاً من الهمز الساكن .
مدّ العوض : مدّ العوض مدّ طبيعي يمدّ حركتين وهو مدّ يظهر في الوقف لا في الوصل
، ويرتبط بحرف واحد من حروف المدّ وهو الألف ، وقد سمي بذلك لأننا نقوم بالتعويض بحرف
الألف بدلاً عن تنوين الفتح في آخر الكلمة الموقوف عليها ، نحو الوقف على ( عليماً
، حكيماً ) .
مدّ الصلـة الصغـرى ومد الصلـة
الكبرى : مدّ الصلة الصغرى ومدّ
الصلة الكبرى مدّان مرتبطان بهاء الضمير المذكر أو هاء اسم الإشارة ، وهي التي قصدها
الناظم بقوله : " وشبه وجدا " ، أما هاء الضمير المذكر ( هاء الكناية ) فهي
: " الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الدالة على المفرد المذكر الغائب " وتأتي في الأصل مضمومة ، إلا إذا جاء قبلها كسر أو ياء ساكنة فتكسر ،
وقد ضم حفص كلمتين خلافاً لهذه القاعدة ، الأولى : { ومآ أنسانيهُ } [ الكهف : 63 ] ، والثانية
: { عليهُ اللهَ } [ الفتح : 10 ] ، وسبب المدّ
في هاء الضمير، أنّ حرف الهاء حرف خفي قوي بالصلة .
أما مدّ الصلة الصغرى ، فهو مدّ طبيعي يمدّ حركتين ، وذلك بتولد واو مدّية من حركة الهاء إذا
كانت مضمومة بعد ضم أو فتح ، وإذا كانت مكسورة وقبلها كسر، تولد منها ياء مدّية نحو
قوله تعالى : { إنّهُ~كان بعباده خبيراً } ، وقوله تعالى : { إنّ ربّهُ~ كان بهِ~ بصيراً } ، ومثال اسم الإشارة في قوله
تعالى : { هذهِ~ بضاعتنا } .
وأما مدّ
الصلة الكبرى ، فهو مدّ فرعي متوقف على
سبب المدّ ( الهمز ) ، ويلحق بالمدّ المنفصل ، وهو من المدود الجائزة ، ويمدّ أربع
حركات أو خمس من طريق الشاطبية ، والفرق بينه وبين مدّ الصلة الصغرى ، وقوع همزة القطع
بعد هاء الضمير أو هاء اسم الإشارة في الصلة الكبرى ، وانتفاء هذا الشرط في الصغرى
، ومثال الكبرى في قوله تعالى : { من ذا الذي يشفع عندهُ~ إلا بإذنه } ، ومثال هاء اسم الإشارة في
قوله تعالى : { وقالوا هذهِ~ أنعام } .
ويشترط
لهذين المدّين الشروط التالية :-
1- وقوع هاء الضمير أو اسم الإشارة
بين محركين .
2- وصل الهاء بما بعدها لا الوقوف عليها، فهذين المدّين
مرتبطان بالوصل لا بالوقف.
3- أن لا تكون الهاء مفتوحة، لأنّ هاء الضمير المذكر
لا تأتي مفتوحة أصلا.
4- أن لا يأتي بعد الهاء همزة قطع في الصلة الصغرى
خلافاً للصلة الكبرى .
أحكام المـدّ
أحكامه
ثـلاثـة : يقسم المدّ من حيث الحكم إلى ثلاثة أنواع هي :
الأول
- اللازم : ويمدّ بالإشباع ـ ست حركات ـ اتفاقاً عند جميع القراء ، وقد أفرد له
الناظم فصلاً خاصاً يأتيك بعد هذا الفصل .
الثاني
- الجائز : والجواز حكم يتعلق بالمدّ المنفصل ، وبالعارض للسكون .
الثالث
- الواجب : ويتعلق هذا الحكم بالمدّ المتصل .
1- المدّ
الواجب المتصل : مدّ فرعي متوقف على سبب
لفظي وهو الهمز ، ويتحقق هذا المدّ إذا جاءت الهمزة بعد حرف المدّ في كلمة واحدة ،
نحو " جآء ، سوء ، خطيئته " ، وسمي بالمتصل لاتصال حرف المدّ بسبب المدّ
في نفس الكلمة ، وسمي بالواجب لأنّ العلماء وأئمة القراء متفقون على وجوب مدّه مدّاً
يزيد عن المدّ الطبيعي ، وأما عن مقدار مدّه ، فيمدّ أربع حركات ( التوسط ) أو خمس
حركات ( فويق التوسط ) وقفاً ووصلاً إذا وقعت الهمزة في وسط الكلمة بعد حرف المدّ نحو
" سيئت " .
2- المدّ
الجائز المنفصـل : المدّ الجائز المنفصل هو أيضاً من المدود الفرعية المتوقفة على سبب
الهمز بعده كالمتصل ، فيأتي حرف المدّ واللين في آخر الكلمة ، وتأتي الهمزة في أول
الكلمة التي تليها نحو " يآ أيها ، هآ أنتم ، مآ أنتم " ، وسمي بالمنفصل
لانفصال السبب عن شرطه ، أي لانفصال سبب المدّ ( الهمز ) عن حرف المدّ انفصالاً حقيقياً
أو حكمياً ، فالحقيقي يكون إذا ثبت حرف المدّ رسماً ولفظاً نحو " مآ أنتم
" ، وأما الحكمي فيكون إذا حذف حرف المدّ رسماً وثبت لفظاً نحو" يأيها "
، فمن الشاطبية يمدّ أربع حركات أو خمس لحفص كالمتصل ، وله بالقصر ( حركتان ) من طريق
الطيبة ( الكبرى ) .
3- مدّ
التعظيم : ومن أنواع المدّ المنفصل مدّ التعظيم ، ويقع هذا المدّ دائماً
في لا النافية للجنس في كلمة التوحيد نحو ( لآ إله إلاّ الله ) و( لا إله إلا هو )
، وهو مدّ منفصل كما هو واضح من الأمثله ، وقد تسبب في مدّه سببان الأول لفظي ، وهو
الهمز ، والثاني معنوي ، وهو المبالغة في نفي الألوهية عما سوى الله ، ولذا يفضل مدّه
عند الذين قصروا المنفصل وغيرهم .
4- المدّ
العارض للسكون : المدّ العارض للسكون من أنواع المدّ الجائز ، وهو : " أن يقع سكون
عارض للوقف بعد حرف المدّ واللين أو بعد حرف اللين وحده " . ولذا يتحقق هذا المدّ
إذا وقف القارئ على كلمة كان الحرف قبل الأخير بها حرف مدّ أو لين ، فسبب المدّ هنا
هو السكون العارض على الكلمة الموقوف عليها ، نحو الوقوف على " تعلمون "
و" نستعين " و" عباد " ، ومثال العارض بعد اللين نحو " شئ
" و" خوف " ، وأما في حالة وصل هذه الكلمات فيبقى المدّ طبيعياً ، لزوال
العارض بالنسبة لحروف المدّ واللين ، وأما بالنسبة لحرفي اللين في الوصل ، فيمدّان
مدّاً يسيراً دون المدّ الطبيعي ، لأنّ فيهما بعض ما في حروف المدّ ، ويجوز في
المدّ العارض أوجه ثلاثة : القصر( حركتان ) ، والتوسط ( أربع حركات ) ، والطول ( ست
حركات ) .
5- مدّ
التمكيـن : مدّ التمكين ، هو أن يأتي
في الكلمة ثلاث ياءات ، أو ياءان ، أولاهما مشددة مكسورة والثانية ساكنة ، وقد سمي
بهذا الاسم لأنه يخرج متمكناً بسبب الشدة على الياء ، وتمدّ فيه الياء الساكنة وهي
الثالثة ترتيباً ، بمقدار حركتين مدّاً طبيعياً نحو ] حُيّيتم [ ، ويجدر بالذكر أن مدّ التمكين
يصبح مدّاً عارضاً في بعض الكلمات إذا وقف عليها ، نحو ] النّبيّين [ و] أُمّيّين [ ، فتشدد الياء الأولى فيهما
، وتمدّ الثانية بمقدار حركتين أو أربع حركات أو ست وقفاً ، وأما في حالة الوصل
فتمدّ حركتين فقط .
6- مدّ
الليـن : ومن أنواع المدّ الفرعي
أيضاً مدّ اللين ، واللين في اللغة ضد الخشونة ، وفي الاصطلاح : خروج الحرف من غير
كلفة على اللسان ، وهو من أنواع المدّ الجائز ، ففيه أوجه المدّ الثلاثة : القصر والتوسط
والطول ، ويختص هذا النوع بحرفين من أحرف المدّ ، هما الياء والواو الساكنان المفتوح
ما قبلهما نحو الوقوف على : ( خوْف ، بَيْت ، الطَوْل ، الصَيْف ، شَيْء) ، وقد سمّيا بحرفي اللين
لأنهما يخرجان بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان لاتساع مخرجيهما ، فإن المخرج إذا
اتسع انتشر الصوت فيه وامتدّ ولان . ويشترط في هذا المدّ ما يلي :-
1- أن
يأتي حرفا اللين ( الواو و الياء ) ساكنين وما قبلهما مفتوح .
2- أن
يأتي بعد حرفي اللين سكون عارض للوقف ، أما في حالة الوصل فلا مدّ فيهما كحروف المدّ
.
7- المدّ
اللازم : شرطه أن يقع سكون أصلي بعد حرف المدّ واللين أو بعد حرف اللين وحده في
كلمة أو حرف وصلاً أو وقفاً ، وقد سمي بهذا الاسم للزوم سببه ( السكون ) وصلاً ووقفاً
، أو لالتزام القراء مدّه مقداراً معيناً من غير تفاوت ، وهو ثلاث ألفات على الأصح
، أي ست حركات لزوماً عند جمهور القراء .
أقسام اللازم : يقسم المدّ اللازم إلى أربعة أقسام ، فيأتي في الكلمة وفي الحرف ويأتي
فيهما مخفف ومثقل .
أولاً
– المدّ اللازم الكلمي المخفف : ويكون هذا المدّ ، عندما
يأتي سكون أصلي غير مدّغم ( غير مشدد ) بعد حرف المدّ واللين في كلمة واحدة ، ومثاله
الوحيد كلمة " ءآلآن " والتي وردت مرتين في سورة يونس - عليه السلام - ولا
ثالث لهما ، الأول قوله تعالى : { ءآلآن وقد كنتم به تستعجلون } [ يونس : 51 ] ، والثاني قوله تعالى : { ءآلآن
وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين
} [ يونس : 91 ] ، وهذا عند قراءتها بوجه الإبدال لا
بوجه التسهيل .
ثانياً
- المدّ اللازم الكلمي المثقل : ويكون عندما يقع بعد حرف
المدّ واللين سكون أصلي مدّغم (مشدد) في كلمة نحو { أتحآجّونّي } ، و { الحآقّة } ، و { الضآلّين } .
ثالثاً
- المدّ اللازم الحرفي المثقل : وهذا النوع من المدّ يقع
في بعض الحروف التي في أوائل السور والمجموعة في قولك : " كم عسل نقص
" وهي حروف ثلاثية يتوسطها حرف مدّ وهذا شرط لوقوع اللازم الحرفي بنوعيه
، المخفف والمثقل في هذه الأحرف ، نحو حرف الميم من هذه المجموعة فهو يتكون من ثلاثة
أحرف يتوسطها حرف المدّ الياء.وضابط المدّ اللازم هنا أن يأتي بعد حرف المدّ واللين
في لفظ أحد أوائل السور سكون أصلي مدّغم بما بعده مشدد ، ولم يقع هذا المدّ إلا في
حرفي الميم والسين عند دخول حرف الميم عليهما وإدغامهما آخرهما فيه نحو ( الم ) ، و(
طسم ) .
رابعاً
- المدّ اللازم الحرفي المخفف : ويتحقق هذا النوع من المدّ
عندما يقع حرف المدّ واللين ، أو حرف اللين وحده في بعض أحرف أوائل السور المجموعة
في قولك : " كم عسل نقص " قبل سكون أصلي غير مدّغم بما بعده – غير مشدد -
نحو { ص والقرآن ذي الذكر
} [ ص : 1 ] ، ومثال اللازم في حرف اللين وحده حرف ( العين ) من فاتحة سورتي
مريم والشورى ولا ثالث لهما .
8- مدّ
الفـرق : مدّ الفرق ، هو في أصله من المدّ اللازم الكلمي ، ويحدث هذا بدخول همزة
الاستفهام - المفتوحة دائماً - على همزة الوصل – المفتوحة ابتداءً – الداخلة على لام
التعريف ، أو إذا التقت همزة القطع ( الاستفهام ) مع همزة الوصل وبعدهما لام ساكنة
في اسم ، وهنا لا يجوز حذف همزة الوصل لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، ولذا سمي بالفرق
لأنه يفرق بين الاستفهام والخبر ، ويتحقق هذا النوع من المدّ إذا ابتدأ اللازم بهمز
، وقد وقع في ثلاث كلمات في القرآن هي : "ءآلآن " ، " آلله " ، " آلذكرين " ، فهذه الكلمات تقرأ على وجهين اتفاقاً عند جميع القراء وهما :-
الوجه
الأول : الإبدال ، وذلك بإبدال الهمزة
الثانية ، وهي همزة الوصل حرف مدّ من جنس حركتها لتصبح ألفاً وتمدّ ست حركات لزوماً
أو ثلاث ألفات لملاقاتها الساكن الأصلي ، وهو الوجه المقدم في الأداء ، ويتضح هذا الوجه
عندما نعيد هذه الكلمات الثلاث إلى أصلها ، وهو( أَأَلآن ، أَأَلله ، أَأَلذكرين ) ، حيث تنقلب الهمزة الثانية إلى حرف مدّ .
الوجه
الثاني : قراءتها بتحقيق الهمزة الأولى
( همزة القطع ) وتسهيل الهمزة الثانية ( همزة الوصل ) مع القصر، ونعني بالتسهيل التلفظ
بالهمزة بين الهمزة المحققة والألف .
أما كلمة
" ءأعجميّ " في سورة فصلت فلا يجوز فيها إلا وجه واحد وهو التسهيل بخلاف الكلمات الثلاث السابقة .
الحروف
التي في أول السور
يجمع
الأحرف التي جاءت في أوائل السور قول الناظم : " صله سحيراً من قطعك " وهي أربعة عشر حرفاً
مقسمة إلى ثلاثة أقسام :-
القسم
الأول : مجموعة " كم عسل نقص " ، وهي حروف ثلاثية يقع بها المدّ اللازم بنوعيه المخفف والمثقل
، وتمدّ ست حركات وفي حرف العين التوسط والطول ، والطول مقدم لمن أراد الاقتصار على
وجه واحد .
القسم
الثاني : مجموعة " حي طهر " ، وهي حروف ثنائية يقع بها المدّ طبيعياً وتمدّ حركتين .
القسم
الثالث : حرف الألف وهو حرف مستقل لا مدّ فيه
.
أنـواع
العارض للوقف
العارض
هو الحرف الموقوف عليه بالسكون المجرد أو بالرّوْم أو بالإشمام ، وتقسم هذه العوارض
إلى الأقسام الثلاثة التالية :-
أولاً
- عارض بمدّ : وهنا يقترن العارض بحرف المدّ واللين أو بحرف اللين نحو الوقوف على
( نستعين ، خوف ، قال ) .
ثانياً
- عارض متصل بمدّ : وهنا يقترن العارض بالمدّ المتصل في الكلمة الموقوف عليها نحو الوقوف
على ( السمآء ، بالسوء ، وجيء
) .
ثالثاً
- عارض بلا مدّ : وهو الوقوف على عارض ليس قبله حرف مدّ ، وقد يكون هذا العارض ساكناً
بأصله وقفاً ووصلاً نحو الوقوف على : " فلا تنهرْ " ، " قم فأنذرْ ،
وربك فكبر" ، وقد يكون متحركاً في الوصل نحو " والفجرِ " ، " إياك
نعبدُ " .
أوجه الوقوف على العارض :
يجوز
للقارئ أن يقف على العوارض الثلاثة السابقة بأوجه ثلاثة هي :-
أولاً
- الوقف بالسكون المجرد ( المحض ) ، وهو الخالي من
الرّوْم والإشمام ، ويوقف به على أي عارض دون قيد أو شرط وذلك بعزل الحركة عن الحرف
الموقوف عليه حتى يسكن .
ثانياً
- الوقف بالإشمام ، شريطة أن يكون الحرف الأخير من الكلمة الموقوف عليها مرفوعاً وصلاً
نحو : { وإياك نستعينُ } .
ثالثاً
- الوقف بالرّوْم ، شريطة أن يكون الحرف الأخير من الكلمة الموقوف عليها مرفوعاً أو مضموماً
– كما مرّ من الأمثلة - ، أو مجروراً نحو: { لكل شيءٍ } أو مكسوراً نحو : { أيّهَ الثقلانِ } ، واعلم أن الرّوْم لا يكون
مع التنوين ؛ لأن التنوين نون ساكنة ، ولا يكون الرّوْم مع الساكن ، ولذا يحذف التنوين
ويظهر الرّوْم في حركة الضم أو الكسر .
تعريف الإشمام والرّوْم : الإشمام هو ضم الشفتين
– مع انفراج بينهما – من غير صوت بعيد النطق بالحرف الأخير ساكناً ، ولا بد من اتصال
ضم الشفتين بالسكون ، والإشمام لم يأت في وسط الكلمة إلا في كلمة " تأمنّا
" [ يوسف : 11 ] ، ويتحقق الإشمام بها بضم الشفتين عند النطق بالغنّة في النّون
، والمقصود بضم الشفتين تهيئتها للنطق بحرف الواو أو حركة الضم .
أما الرّوْم
ففي اللغة : الطلب ، واصطلاحاً هو خفض الصوت أو تضعيفه بالحركة حتى يذهب معظمه ، وقال
آخرون : " هو النطق ببعض الحركة " ، وعند النحاة : " النطق بالحركة
بصوت خفي " .
فصل بهمز
الوصل
حالة الضـم : همزة الوصل هي الهمزة الزائدة في أول الكلمة الثابتة في الابتداء الساقطة
في الدرج - أي في الوصل - . وتأتي همزة الوصل في الأسماء والأفعال ومع ال التعريف
، وقد ثبتت ابتداءً وخطاً ، وسقطت لفظاً في الوصل ، فإذا ابتدأ بها فهي كهمزة القطع
لبيان حركتها ، وعند الابتداء بها في الأفعال تضم إذا كان الحرف الثالث في الفعل مضموماً
انضماماً أصلياً نحو " ادخُلوا " ، " اقتُـلوا " ، " اجتُثت
" .
حالات
الكسر : تكسر همزة الوصل في الأفعال في الحالات التالية:-
1- إذا
كان الحرف الثالث في الفعل مفتوحاً نحو " اعلَموا " ، " اذهَبوا
" ، " اقتَربت " .
2- إذا
كان الحرف الثالث في الفعل مكسوراً نحو " انفِروا " ، " اصبِر
" ، " اضرِب " .
3- إذا
كان الحرف الثالث في الفعل مضموماً انضماماً غير أصلي ، ونستطيع تمييز ذلك إذا كان
الحرف الثالث في ماضي هذا الفعل حرف علة ( الياء ) نحو " ابنوا " فماضيه
بنى ، وأصل الكلمة " ابنيوا " فالحرف الثالث في أصل هذه الكلمة جاء مكسوراً
والضمة عارضة عليه فتكسر الهمزة ولا تضم ، ومن الأمثلة عليه أيضاً فعل " اقضوا
" وماضيه قضى وأصلها " اقضيوا " وكذلك ( امشوا ) .
همزة الوصل
فـي الأسماء : تكسر همزة الوصل وجوباً عند البدء بها بالاسم المنكر - غير المعرف
- وذلك في سبعة أسماء في القرآن الكريم هي :-
1- (
ابن ) 2- ( ابنت ) 3- ( امرؤ ) 4- ( امرأت ) 5-( اثنين ) 6- ( اثنتين ) 7- ( اسم
).
أما عند
الابتداء بالاسم المعرف بأل التعريف فتفتح همزة الوصل فيه دائماً طلباً للخفة ولكثرة
دورانها في القرآن نحو : " الله " ، " الدين " ، " الذي
" ، " القدوس " ، " السماوات "
مخارج الحروف
مخارج
الحروف سبعة عشر مخرجاً على المختار وهي منحصرة في خمسة أعضاء ( مخارج عامة ) هي
:-
الجوف
و الحلق واللّسان والشــفتان والخيشوم .
المخرج
الأول : الحلق وفيه ثلاثة مخارج :
1- أقصاه
: ويخرج منه الهمزة والهاء .
2- وسطه
: ويخرج منه العين والحاء المهملتان .
3- أدناه
: ويخرج منه الغين والخاء المعجمتان .
والمخرج
الثاني : اللسان ، وفيه عشرة مخارج ، تتولد منها ثمانية عشر حرفاً وهي :
1- القاف
: ويخرج من أقصى اللسان - أي أبعده - ، مما يلي الحلق وما فوقه من الحنك الأعلى .
2- الكاف
: ويخرج من أقصى اللسان من أسفل مع ما يحاذيه من سقف الحنك الأعلى ، وهو أقرب إلى الفم
من القاف .
3- الجيم
والشين والياء غير المدّية : وتخرج من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى مع ما
يحاذيه منه .
4- الضاد
: وتخرج من إحدى حافتي ( جانبي ) اللسان وما يليها من الأضراس العليا ، وخروجها من
حافة اللسان اليسرى ، هو الكثير الغالب لسهولته ، وقد تخرج من الحافة اليمنى ولكنه
قليل نادر لصعوبته إلا على المتمكن .
5- اللام
: وتخرج من أدنى حافتي اللسان ( اليمنى واليسرى ) إلى منتهى طرفه بعد مخرج الضاد وأقرب
إلى الفم مع ما يحاذيه لثة الأسنان العليا .
6- النّون
المظهرة : وتخرج من طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الثنيتين العليين أسفل مخرج اللام
قليلاً .
7- الراء
: وتخرج من مخرج النّون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق لثة الثنايا العليا ، غير أنها
- أي الراء - أقرب وأدخل في ظهر اللسان قليلاً .
8- الطاء
والدال المهملتان ، والتاء المثناة فوق : وتخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا
مصعداً إلى جهة الحنك .
9- الصاد
، والسين ، والزاي : وتخرج من بين طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى مع إبقاء فرجة قليلة
بين طرف اللسان والثنايا عند النطق .
10- الظاء ، والذال ، والثاء
: تخرج من بين طرف اللسان و أطراف ( رؤوس ) الثنايا العليا ، وبهذا تنتهي مخارج اللسان
العشرة .
المخرج الثالث : الشفتان ،
وفيه مخرجان تتولد منه أربعة أحرف هي :-
1- الفاء
: وتخرج من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا .
2- الباء
الموحدة ، والميم ، والواو غير المدّية ( وهي المتحركة أو الساكنة بعد الفتح ) : وتخرج
من الشفتين معاً ، أو مما بين الشفتين ، وينطبقان مع الباء والميم ، وينفرجان مع الواو
غير المدّية .
المخرج
الرابع : الخيشوم ، وهو موضع في أقصى الأنف ، فيه مخرج واحد وهو مخرج الغنّة أي صوتها لا
حروفها .
و أما
المخرج الخامس والأخير فهو مخرج الجوف ويخرج منه حروف المدّ الثلاثة .
باب ألقاب
الحروف
الحروف
لها عشرة ألقاب :-
أولاً
- الأحرف الجوفية : وهي حروف المدّ الثلاثة
( ا ، و ، ي ) .
ثانياً
- الأحرف الحلقية : وهي حروف الإظهار الحلقي
الستة: ( ء ، هـ ، ع ، ح ، غ ، خ ) .
ثالثاً
- الأحرف اللهوية : وهما حرفا القاف والكاف
.
رابعاً - الأحرف الشجرية : وهي الجيم والشين والياء
غير المدّية .
خامساً
- الأحرف الذلقية : وهي اللام والنّون والراء
.
سادساً
- الأحرف النطعية : وهي الطاء والدال والتاء
.
سابعاً
- الأحرف الأسلية: وهي أحرف الصفير الصاد والسين
والزاي .
ثامناً
- الأحرف اللثوية : وهي الظاء والذال والثاء
.
تاسعاً
- الأحرف الشفوية : وهي الفاء والواو غير المدّية
والباء والميم .
عاشراً
- الأحرف الهوائية : وهي أيضاً حروف المدّ الثلاثة
السابقة ، فيصبح لهذه الأحرف لقبان هوائية وجوفية .
صفات الحروف
صفات الحروف علم له مكانته
وأهميته في أداء التلاوة الصحيحة المتقنة ، وفي معرفة الصفات فوائد جليلة ، ومن ذلك
القدرة على التفريق بين ذوات الحروف ، فلولا الصفات لاتحدت الأصوات بالحروف ، ومن فوائدها
أيضاً التمييز بين الحروف المشتركة بالمخرج ، كتميز الطاء من التاء بالاستعلاء والإطباق
والجهر ، وبالصفات يسهل التمييز بين قوي الحروف وضعيفها . وصفات الحروف سبع عشرة صفة
على الأرجح ، منها عشر صفات خمس منها ضد خمس ، وتسمى بذوات الأضداد ، وأما السبع الأخرى
فلا ضدّ لها ، وهذه الصفات هي الصفات اللازمة الأصلية ، التي لا تفارق الحرف بحال من
الأحوال .
والصفات
ذوات الأضداد هي :-
أولاً- الهمس : وضدّه الجهر ، وحروف الهمس عشرة جمعها الناظم بقوله : " فحثه شخص سكت "
وهي الفاء والحاء المهملة والثاء المثلثة والهاء والشين والخاء والصاد والسين والكاف
والتاء المثناة فوق ، فما بقي من أحرف الهجاء فهو للجهر وهي تسعة عشر حرفاً .
ثانياً- الشدّة : وضدّها الرخاوة ، وحروف الشدّة ثمانية جمعها الناظم بقوله : " أجد قط بكت
" وهي الهمزة والجيم والدال والقاف والطاء المهملة والباء الموحدة والكاف والتاء
المثناة فوق ، وباقي الأحرف للرخاوة . باستثناء حروف التوسط " لن عمر
" تأتي بين الرخاوة والشدّة ، فلم تكتسب صفة مستقلة منهما بل أشربت من الصفتين
معاً . وبهذا يكون للشدّة ثمانية أحرف، وللتوسط خمسة أحرف ، وللرخاوة ستة عشر حرفاً
.
ثالثاً- الاستعلاء : وضده الاستفال ، وحروف الاستعلاء سبعة جمعها الناظم بقوله : " خص ضغط قظ
" وهي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء ، وباقي الحروف للاستفال
وعددها اثنان وعشرون حرفاً ، وقد اعتبر العلماء حروف الاستعلاء هي حروف التفخيم على
الصحيح .
رابعاً- الإطباق : وضدّه الانفتاح ، وحروف الإطباق أربعة : " الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء
" ، وباقي الحروف للانفتاح وهي خمسة وعشرون حرفاً .
خامساً- الإذلاق : وضدّه الإصمات ، أما حروف الإذلاق فستة جمعها الناظم بقوله : " فرّ من لبّ
" وهي الفاء والراء والميم والنون واللام والباء ، وباقي الحروف مصمتة وهي ثلاثة
وعشرون حرفاً ، وهاتان الصفتان ليس لهما تأثير كبير من الناحية العملية عند القرّاء
فليس للقارئ دور فيهما سوى معرفة معانيهما وتلاوة كلماتهما بلا لحن .
الصفات
التي لا ضدّ لها :
أولاً
- الصفير : وله ثلاثة حروف تسمى بالحروف الأسلية وهي : " الصاد ، الزاي ،
السين " .
ثانياً- القلقلة : وحروفها خمس جمعها الناظم بقوله : " قطب جد " .
ثالثاً- اللين : وله حرفان : " الواو و الياء " الساكنتان المفتوح ما قبلها
نحو ( بَيْت ، خَوْف ) .
رابعاً- الانحراف : وله حرفان : " اللام والراء " .
خامساً- التكرير : وحرفه الوحيد " الراء " .
سادساً- التفشي : وحرفه الوحيد " الشين " .
سابعاً- الاستطالة : ولها حرف واحد أيضاً وهو
" الضاد " .
أقسام التقاء
الحروف
إنّ التقاء
الحروف بعضها ببعض يولد أحكاماً مختلفة من الإظهار والإدغام والحذف وغيرها ،
فأيّ حرفين - غير أحرف المد - يلتقيان خطاً و لفظاً ، أم خطاً فقط فإنهما يندرجان تحت
أحد الأقسام الأربعة التالية :
1- المثلين
2- المتجانسين 3-المتقاربين 4- المتباعدين
أولا-
المتماثلان : التماثل : هو أن يلتقي حرفان اتحدا مخرجاً وصفة ، أو اتحدا اسماً ورسماً
، كالباء مع الباء ، فإنّ اسمها واحد وذاتها في الرسم واحدة نحو { اضربْ بّعصاك } .
ثانياً- المتجانسان : الشكل الثاني من أشكال التقاء الحروف هو التجانس وهو
التقاء حرفين اتحدا في المخرج واختلفا في الصفة ، كالتاء مع الطاء في نحو { قالتْ طّائفة } .
ثالثاً- المتقاربان : التقارب : هو أن يلتقي حرفان تقاربا مخرجاً واختلفا صفة
، وهذا ما قاله الناظم ، والصحيح أن التقارب يشمل أكثر من ذلك فهو تقارب الحرفين مخرجاً
، أو صفةً ، أو مخرجاً وصفة ، فالأول نحو قوله تعالى : { قد سمع } فالدال والسين متقاربتان مخرجاً ، وأما الثاني فنحو قوله
تعالى : { كذبت ثمود } .
رابعاً
:- المتباعدان : التباعد هو التقاء حرفين
تباعدا مخرجاً واختلفا صفة ، كالتقاء حرفي أقصى اللسان وحروف الطرف والشفتين ، ومن
الأمثلة عليه :
{ حرّمت عليكم } .
أقسام
المثلين وإخوانه . إن كل واحد من المثلين وإخوانه ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي :-
أولاً
- الصغير : ويتحقق هذا النوع عندما يكون الحرف الأول - من المتماثل أو المتجانس
، أو المتقارب ، أو المتباعد - ساكناً والحرف الثاني متحرك ، فالمتماثل الصغير نحو
الكاف مع الكاف في { يدركْكّم } ، والمتجانس الصغير نحو التاء
مع الطاء في { قالت طائفة } .
ثانياً
- الكبير : ويكون عندما يأتي حرفا المتماثل أو المتجانس أو المتقارب أو المتباعد
متحركين ، فمثال المتماثل الكبير في { جعلَ لَكم } ، ومثال المتجانس الكبير نحو { الصالحاتِ طُوبى } .
ثالثاً
- المطلق : ويتحقق إذا جاء الحرف الأول من المتماثل أو أحد إخوانه متحركاً والثاني
ساكناً ، فمثال المتماثل المطلق { ضلَلْنا } .
وبهذا
يصبح لإلتقاء الحروف اثنا عشر قسماً ، فالمتماثل وإخوانه أربعة ، وكل واحد منها يقسم
إلى : صغير وكبير ومطلق ، وزيادة في التوضيح انظر الجدول .
جدول
فيه بيان لأقسام التقاء الحروف:
|
الصغير
|
الكبير
|
المطلق
|
المتماثل
|
{ لهمْ
مّن }
|
{ جعلَ لَكم }
|
{ ضلَلْنا
}
|
المتجانس
|
{ قالتْ
طَّائفة }
|
{ الصالحاتُ طُوبى }
|
{ تَطْمئنّ
}
|
المتقارب
|
{ كانتْ
ظَالمة }
|
{ عددَ
سِنين }
|
{ تَظْلمون
}
|
المتباعد
|
{ حرّمتْ
عَليكم }
|
{ أنعمتَ عَليهم }
|
{ تَعْلمون
}
|
باب معرفة
الوقوف
أقسام الوقف والابتداء : قسّم العلماء الوقف إلى أقسام أربعة هي : -
1- الوقف الاضطراري : وهو
ما يعرض بسبب ضيق النَّفس ، أو العجز، أو النسيان ونحوه .
2- الوقف الاختباري : وهو
الذي يُطلب من القارئ بقصد امتحانه واختباره .
3- الوقف الانتظاري : وهو
الوقف على كلمات الخلاف ، بقصد استيفاء ما فيها من الأوجه ، حين القراءة .
4- الوقف الاختياري : وهو
الذي يقصده القارئ لذاته ، من غير عروض سبب من الأسباب ، وهذا الأخير هو المقصود بالبحث
.
أقسام الوقف والابتداء الاختياريين :-
تعددت آراء العلماء وأقوالهم
في تقسيم الوقف والابتداء الاختياريين ، وتمّ اختيار وقبول ما ذهب إليه أبو عمرو الدّاني
وابن الجزري - رحمهما الله - ، فقد قسموهما إلى أربعة أقسام هي : التام ، والكافي،
والحسن ، والقبيح .
الوقف التام هو : الوقف على كلمة ليس لها تعلق بما بعدها البتة ، لا من جهة المعنى
، ولا من جهة اللفظ .
الوقف
الكافي : القسم الثاني من أقسام الوقف
الاختياري هو الكافي ، ويقصد به الوقوف على كلمة لا تعلق لها بما قبلها ولا بما بعدها
من جهة اللفظ ، مع بقاء التعلق المعنوي قائماً .
الوقف
الحسن : ثالث أنواع الوقف الاختياري
هو الحسن ، وهو الوقوف على كلام تمّ معناه وتعلق بما بعده لفظاً .
الوقف
القبيح : وأما الوقف القبيح ، فهو
الوقف على كلام لم يتم معناه لتعلقه بما بعده لفظاً ومعناً مع عدم الفائدة ، فهو الوقف
الذي يفيد معنىً غير مقصود من الكلام ، أو يوهم فساد المعنى .
***********
نهاية المختصر
تنبيه: نذكر إخواننا بأن هذا العلم الشريف المتعلق بكلمات الله عز وجل
لا يمكن إتقانه إلا بالأخذ عن القراء والتلاوة عليهم مباشرة ليعلم الروم والإشمام وغيرهما
من خفايا الأحكام ، والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق