الجمعة، 5 أكتوبر 2012

الأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet Radiation


الأشعة فوق البنفسجية
Ultraviolet Radiation


الشمس هي إحدى أهم وسائل الحياة على سطح الكرة الأرضية ، وبالرغم من أشعتها الهامة التي يحصل الإنسان منها على الدفء أو لبناء العظام بما تحتويه على فيتامين ( د ) أو بمساهمتها الكبيرة في عملية البناء الضوئي في النباتات ، إلا أنه هنالك جوانب سلبية تتصل بإفراط التعرض لأشعتها وخاصة في وقت ذروتها وحدة أشعتها .
ونجد أن هذا الضرر يرتبط بشكل كبير بأشعتها فوق البنفسجية التي أصبحت تنفذ من خلال الغلاف الجوي لتصل إلى سطح الكرة الأرضية ؛ نتيجةً لعامل التلوث وما أحدثه من تلف وتآكل لطبقة الأوزون - التي كانت تعمل كغلاف يحمي الأرض من هذه الأشعة الضارة – وبالتالي إلحاق مزيد من الضرر بحياة الفرد على سطح هذا الكوكب وفناء الكثير من الكائنات الحية الأخرى .
والسؤال المطروح الآن : ما هي الأشعة فوق البنفسجية ؟
هي أشعة غير مرئية ، وتعتبر جزءاً من الطاقة التي تستمد من الشمس ، ولها أثر ضار على الجسم فهي تحرق الجلد وتسبب سرطانه ، وهي على ثلاثة أنواع : الأشعة فوق البنفسجية (أ) و (ب) و (ج) ، وتعتبر الأشعة فوق البنفسجية (ج) هي أخطرها على الإطلاق وتضر بالحياة الصحية ضرراً بالغاً ، ولكنها لا تنفذ إلى سطح الكوكب بسبب وجود طبقة الأوزون ، ولذلك فهي لا تهدد حياة الإنسان أو الحيوان أو النبات .
أما كلا الأشعتين فوق البنفسجيتين (أ) و (ب) فإنهما ينفذان إلى سطح الأرض من طبقة الأوزون ولكنهما يصلان في صورة مخففة ، ونجد أن الأشعة فوق البنفسجية (أ) أضعف من الأشعة فوق البنفسجية (ب) ، ولكن كلاهما يتسببان بإصابة الإنسان بسرطان الجلد سواءً بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة .
فالأشعة فوق البنفسجية (أ) تتخلل الجلد أكثر من الأشعة فوق البنفسجية (ب) وبالتالي تعمل على تدمير بعض الخلايا مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد ( الطريقة غير المباشرة ) ، أما الأشعة فوق البنفسجية (ب) فهي تسبب الإصابة بسرطان الجلد – وخاصة لمن لهم تاريخ في الإصابة بضربات الشمس أو التعرض الزائد عن الحد للأشعة – ( الطريقة المباشرة ) ، ومن أخطر أنواع السرطانات التي تسببها في الجلد الميلانوما ( Melanoma ) وأنواع أخرى متعددة ، وتسبب أيضاً أمراضاً أخرى مثل المياه البيضاء وعدم كفاءة جهاز المناعة .
ولا تأتي الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس فقط ( المصدر الطبيعي ) لكن لها مصادر أخرى طبيعية .
ولهذه الأشعة أيضاً جانبٌ آخر ، فهي مفيدة للإنسان فهي تساعده على إنتاج فيتامين (د) والذي يعمل على نمو العظام والأٍسنان ولكن فقط عند التعرض لها لفترات قصيرة .
والسؤال المطروح الآن : من هو مكتشف هذه الأشعة وكيف تم اكتشافها ؟
كان اكتشاف الأشعة فوق البنفسجية على يد العالم جوهان دبليو رايتر ( Johann W. Ritter ) . الذي قام بإجراء تجربة عملية لتحليل ضوء الشمس إلى ألوانه الأساسية ، وكانت أدواته التي استخدمها في تجربته هذه المنشور الطيفي ، حيث كان يقوم أثناء إجرائه التجربة بتعريض كل لون على عينة من الكلوريد بدءاً باللون الأحمر حتى اللون البنفسجي الذي أحدث تغيراً في لون الكلوريد إلى اللون الداكن ، أما اللون الذي تلا البنفسجي احترقت عنده عينة الكلوريد كُلياً ، لذا سمي الضوء الذي يلي الأشعة البنفسجية بالأشعة فوق البنفسجية ( Ultraviolet Radiation ) .
وقد قسم العلماء مناطق الأشعة فوق البنفسجية إلى ثلاث مناطق من حيث قربها وابتعادها وهي :
(1) منطقة الأشعة فوق البنفسجية القريبة .
(2) منطقة الأشعة فوق البنفسجية البعيدة .
(3) منطقة الأشعة فوق البنفسجية البعيدة جداً ، وهي الأٌقرب إلى الأشعة إكس ولها أكبر قدر من الطاقة .
وللأشعة فوق البنفسجية مؤشراً يسمى باسمها ، وهو الذي يقيس مقدار هذه الأشعة ، والرقم المحايد (3) هو الرقم الطبيعي لجسم الإنسان ، أما إذا زاد عنه فإنه ينذر بالخطر للعين والجلد .
أما عن فوائد الأشعة فوق البنفسجية فهي كالتالي :
(1) الأشعة فوق البنفسجية هي مصدر الرؤية عند بعض الطيور والحشرات .
(2) الأشعة فوق البنفسجية هي مصدر لتنشيط العمليات الكيميائية في بعض النباتات .
(3) الأشعة فوق البنفسجية هي أداة تستخدم في تعقيم بعض الأدوات الجراحية وذلك من خلال مصابيح خاصة .
(4) الأشعة فوق البنفسجية تساعد على إنتاج فيتامين (د) عند التعرض للشمس .
(5) الأشعة فوق البنفسجية تستخدم في صناعة الدوائر الإلكترونية الرقيقة .
(6) الأشعة فوق البنفسجية تستخدم في دراسة مستويات الطاقة للذرات المختلفة .
(7) الأشعة فوق البنفسجية يستعين بها علماء الفلك لتحديد المسافات بين المجرات والنجوم .
(8) الأشعة فوق البنفسجية يستخدمها العلماء في دراسة درجة صمود المواد قبل استخدامها في الصناعات المختلفة .
أما عن أضرار الأشعة فوق البنفسجية ، فتقول الدكتورة ماريا نيرا – مديرة إدارة الصحة العمومية والبيئة في منظمة الصحة العالمية – كما جاء في تقرير المنظمة الذي يصنف الأمراض الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية : " إن هذا التقييم العالمي للمخاطر الصحية الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية يوفر أساساً جيداً لاتخاذا إجراءات في مجال الصحة العمومية . إننا نحتاج جميعاً لكمية معينة من أشعة الشمس ، غير أن الإفراط في التعرض لتلك الأشعة قد يشكل خطراً على الصحة ، وقد يؤدي إلى الهلاك في بعض الأحيان . وقد بات من الممكن ، لحسن الحظ ، اتقاء الغالبية الكبرى من الأمراض الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية مثل الأورام الميلانينية الخبيثة وغيرها من أنواع السرطانات الجلدية والمياه البيضاء ، وذلك عن طريق اتخاذ تدابير وقائية بسيطة " .
وقد أشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي أصدرته في عام 2006م ، بأن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يتسبب في حدوث وفيات تصل إلى ما يقرب من ( 60,000 ) شخص في السنة الواحدة على الصعيد العالمي ، وهذه الأمراض الشائع منها التالي  :
(1) حروق الجلد والحروق الشمسية .
(2) أمراض العين وعتامتها ، مثل : المياه البيضاء ، والبروز اللحمي على مساحة العين .
(3) سرطان الخلايا الحرشفية الذي يصيب العين أيضاً .
(4) تكرار الإصابة بمرض هربس الشفة ( طفح يحدث على الشفة محدثاً آلام ) .
(5) ضعف كفاءة جهاز المناعة في جسم الإنسان ، بحيث تقل قدرة الجسم على مقاومة بعض الأمراض مثل الملاريا والسل .
(6) تنشط الأشعة فوق البنفسجية الفيروس المسبب لمرض الإيدز .