الاثنين، 30 يوليو 2012

التثاوب The Yawning


التثاوب
The Yawning


جوزيف ديكروس يتثاءب في رسمة شخصية له عام 1783
التثاؤب عمل لا إرادي الهدف منه ملء الرئتين بالهواء إلى أقصى حد . للقيام به يفتح الشخص فاه بشدة لدرجة يكون فيها حجم فتحة البلعوم أكبر بأربع مرات من حجمها في الأوقات العادية ، ويستمر التثاؤب لحوالي ( 6 ) ثوان تتقلص فيهما عضلات الوجه والرقبة ، ويصاحبهما إغلاق للعينين . خلال ذلك تتوقف جميع المعلومات الحسية لفترة من الوقت تكفي لعزل الشخص عن عالمه تبعاً لمدة التثاؤب . كما يشير التصوير باستخدام التخطيط التصواتي للأجنة ، كشف أن الجنين يتثاءب بشدة ، حتى يكاد المشاهد يتخيل أن فكيه سوف ينفصلان عن بعضهما ، رغم أنه لا يتنفس عبر الرئتين .
من العوامل المرتبطة بالنعاس ، ما يلي :
·         النعاس.
  • لحظة اقتراب موعد النوم .
  • ساعة الاستيقاظ .
  • لحظة الشعور بالضجر أو القلق .
  • عند الاسترخاء .
  • عند الشعور بالجوع .
  • وعند التعب أو عدم القدرة على القيام بمجهود إضافي .
لا يزال التثاؤب مجهول الأسباب ، حتى إن بعض العلماء اعترفوا بأن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من الدراسة بعد ، ولا يزال يثير الكثير من الجدل العلمي ، والاختلاف في التفسير أيضاً . من تفسير العلماء لظاهرة التثاؤب :
·         يعتقد بعض الأطباء التثاؤب يحدث عندما يكون مستوى الأكسجين منخفضا في الجسم ، مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون ، وهو التفسير الأكثر شيوعاً .
  • أطباء آخرون يعتقدون أنه فعل انعكاسي يقي الرئة من الضمور .
  • يفسر علماء النفس أن التثاؤب دليل على الصراع بين النفس ومغالبتها للنوم من جهة ، وبين الجسد وحاجته للنوم من جهة أخرى .
  • باحث فرنسي يعتبر أن التثاؤب هو وظيفة طبيعية تشير إلى زيادة النشاط وليس الخمول ، وقد يعكس الرغبة في تغيير موضوع ، أو الهروب من موضوع ما .
  • يفسر أبقراط التثاؤب بأنه يطرد الهواء الملوث من الرئتين ، ويعيد تدفق الدم نحو الدماغ ؟
أجرت العالمة الأمريكية ميري هاينز تجارب عدة على أجنة في بطون أمهاتهم ، بالتقاط صور لهم عن طريق التخطيط التصواتي ، وقد لاحظت أنه بعد التثاؤب تبدأ الأجنة بحركات نشيطة للغاية ، بعكس ما كانت عليه قبل التثاؤب ، وخلصت إلى أن التثاؤب ليس دليلاً على حاجة الإنسان إلى النوم أو إلى الأكسجين ، بل دليل على حاجة الإنسان إلى النشاط والحركة . تقول " أن التثاؤب وسيلة فطرية يلجأ إليها الجسم لإبقاء المخلوق مستيقظاً ، ولتنشيط عضلات القلب ، ومد الجسم بالنشاط " . ذلك يعني نفيها للتفسير العلمي القائل بأن التثاؤب وسيلة لطرد ثاني أكسيد الكربون ومد الجسم بالأكسجين .
وفي تفسير الشعور بالارتياح بعد التثاؤب ، تقول إحدى النظريات المتداولة حالياً أن عملية التثاؤب تحدث نتيجة لحاجة الجسم إلى الأكسجين ، وأنه عندما يحتاج الإنسان إلى الأكسجين ، يأخذ نفساً عميقاً وطويلاً يملأ من خلاله رئتيه بالأكسجين فيشعر بالارتياح .
التثاؤب هو أكثر الحالات انتقالاً بالعدوى على الإطلاق ، حيث يكفي أن يتثاءب شخص واحد في مكان به جمع غفير من الناس ليتثاءبوا جميعاً خلال لحظات . كما ليس بالضرورة مشاهدة شخص يتثاءب حتى تبدأ بالتثاؤب ، إذ يكفي التفكير به ، أو القراءة عنه ، وحتى العميان يتثاءبون عندما يسمعون عن التثاؤب . هناك قول مأثور يؤكد أن المتثائب الواحد يصيب ( 7 ) آخرين بعدواه ، وقد تمكن البروفسور الأمريكي روبيرت بروفين أستاذ علم النفس بجامعة ماريلاند من إثبات هذا القول عبر سلسلة من التجارب أجراها على طلابه ، فقد أرغمهم على مشاهدة شريط فيديو عن التثاؤب ، ودون ملاحظاته ، فتبين له أن الرؤية تؤدي دوراً أساسيا في نقل العدوى ، بيد أن مشاهدة فم يتثاءب لا تثير أي ردة فعل عند الآخر إذا كان باقي وجه المتثائب مغطى بقناع . وفي تجربة أخرى لعلماء النفس ، كانت النتيجة مختلفة ، فقد تم اختيار بعض المتطوعين لمشاهدة شريط مرئي يعرض أشخاصا يتثاءبون ، ومراقبة ردود أفعالهم ، فكانت خلاصتها أن عملية التثاؤب لا تنتقل إلى الجميع ، بل إلى أفراد يتميزون بحساسية مفرطة واستعداد للتأثر السريع بأفكار وسلوك الأقارب والأصدقاء ، فقد أكدت هذه التجربة أن بعض المتطوعين تجاوبوا بسرعة مع العرض واندمجوا في موجة من التثاؤب ، بينما لم يتأثر غالبية المشاهدين ، ورغم أن الجميع كانوا في حالة مماثلة من اليقظة والنشاط ولا يعانون الإرهاق أو الرغبة في النوم .
إن تفشي التثاؤب بالعدوى أمر محير غامض للآن ، وتقتصر المعرفة على أن رؤية شخص يتثاءب تنتقل إلى مركز الرؤية في الدماغ ومن هناك تنتقل إلى مركز التثاؤب . تقول الدكتورة ميري هاينز : " يمكننا القول أن التثاؤب يعد عاطفة مثل العواطف الأخرى التي تكمن في نوازع الإنسان الداخلية ، كالحب والخوف والجوع والضحك والبكاء ، فالإنسان يتأثر بالوسط المحيط به ، فهو يضحك إن كان من حوله يضحكون ، ويحزن إذا كان من حوله يحزنون ، وهكذا يفعل التثاؤب ، لذا يمكننا أن نطلق عليها أيضاً اسم عاطفة مشاركة الآخرين وهي عاطفة تم التأكد منها لدى الإنسان والقرود والشمبانزي والأسود والنمور . إلا أن الأطفال تحت سن العامين لا يتأثرون بتثاؤب الآخرين ، والسبب يعود إلى أن العدوى تنتقل من خلال الفص الجبهي غير المتكون بعد عند الأطفال في تلك السن ، والفص الجبهي من الدماغ هي المنطقة التي تؤدي دوراً رئيسياً في ضبط السلوك والانفعالات . ومن الملاحظ أيضاً أن المصابين بالفصام لا يتثاءبون إلا نادراً ، وأنهم تقريباً محصنون ضده .
من فوائد التثاؤب أنه يجدد الهواء ، ويوسع الرئة ، ويحسن مستوى الأكسجين في الدم ، ويساعد المخ على مواجهة مواقف متغيرة ، ويزيد من فاعلية المفاصل والعضلات والقلب ، ويؤدي إلى الشعور باليقظة ويمنح الجسم بالنشاط المؤكد ..
ليس من المستحب أن نتثاءب بينما يتحدث الآخرون إلينا ، فعلينا أن نكتم التثاؤب أمام الآخرين ، وإن تثاءبنا يجب أن نغطي الفم باليد . وفي رد التثاؤب فائدتان :
فائدة جمالية : تجنب الشخص فتح كامل فاه كي لا يطبع في مخيلة من حوله صورة عن كامل ما يحتويه بلعومه من بقايا طعام ولعاب ، وكي لا تخرج من أنفه رائحة عبقة نتنة تثير الاشمئزاز والقرف ، كما لن يصرع آذان من حوله بصوت مزعج ليس له مثيل .
فائدة وقائية : وتتمثل في منع دخول الحشرات كالذباب وغيره ، كما تقي من حدوث خلع في المفصل الفكي الصدغي ، وهو المفصل الذي يتحرك الفك السفلي به ، ورغم أن هذا الخلع نادر الحدوث لكنه ممكن .
ومن آداب التثاءب في الإسلام قول النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم‏‏ ‏: ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ولا يقل ‏هاه ‏هاه فإنما ذلكم من الشيطان يضحك منه ) .
و‏عن ‏‏ابن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال :- ( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده ، فإن الشيطان يدخل ) صحيح مسلم .
وفي صحيح البخاري ، روى أبو هريرة - رضي الله عنه -  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له ، يرحمك الله ، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليردن ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان " .
فمن السنة أن يضع المتثائب ظهر كفه الأيسر على فيه ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق