كارثة تشيرنوبل
The Chernobyl disaster
تقع محطة
تشيرنوبل قرب مدينة بريبيات على بعد 130 كم شمالي مدينة كييف عاصمة جمهورية
أوكرانيا السوفيتية . وهي محطة للطاقة النووية .
وتتألف من
أربعة وحدات جرافيت مخففة ومبردة بالماء ، وكل منها لديها قدرة توليد تبلغ 1000
ميغا واط .
وفي 26 نيسان 1986
في الساعة الواحدة و 23 دقيقة صباحاً وقع انفجار في الوحدة رقم (4) . ونتيجة
الحادث حصل تفتت في الوقود ، وانفجارات بخارية وهيدروجينية ، وارتفعت درجات حرارة
المفاعل المحترق إلى عدة آلاف درجة مئوية مؤدياً إلى إنصهار قلب المفاعل وإطلاق
الإشعاعات من عناصر الوقود المدمرة خلال فترة عشرة أيام .
وقد بدأ الحادث
عندما كان العاملون يختبرون توربيناً أثناء عملية مبرمجة لغلق الوحدة . بيد أنه لم
تتبع في ذلك إجراءات السلامة ، فقد سحبت أغلبية قضبان التحكم في إمتصاص النيترون
وتم في اللحظات الأخيرة تفادي حدوث تفاعل متسلسل كالذي يحدث في حالة انفجار قنبلة
نووية .
وأدى الحادث
إلى إطلاق كميات هائلة من النويدات – هي ذرة تتميز بتركيب نواتها الخاص ، وبالتالي
بعدد بروتوناتها ونيوتروناتها ومحتواها الطاقي – المشعة في الغلاف الجوي . وانطلقت
نحو 30 نويدة مشعة بمجموع نشاط ( 2900p bq ) ويشكل هذا 8% من المجموع الكلي
للنويدات المشعة وقت وقوع الحادث . وكان من بين هذه النويدات المهمة من الناحية
الطبية الحيوية : سترانشيوم 90 – والأيودين 131 – والسيزيوم 137 .
وانتقلت المواد
المشعة المنبعثة من تشيرنوبل إلى مسافات بعيدة ووصلت إلى أماكن تبعد ألاف الكيلومترات
عن مصدرها . فقد عبرت الحدود إلى بولندا وجنوب فنلندا وعبر السويد والنرويج .
وتوقفت درجة التلوث إلى حد كبير على ما إذا كانت الأمطار قد غسلت المواد المشعة من
السحب . وقد ظهرت في أماكن من بينها جنوب ألمانيا ، واليونان وعبر الجمهوريات
السوفياتية ، والبلدان الإسكندينافية ، والمملكة المتحدة .
تركز الإهتمام
في بداية الأمر على الأيودين 131 الذي تأكله الأبقار خلال رعيها ويظهر في ألبانها
. كما تلوثت الخضر الورقية والفواكه المزروعة في الخارج مما أدى إلى التخلص منها .
ونظراً لأن
منتصف عمر الأيودين 131 هو ثمانية أيام فقط ، سرعان ما تحول الإنتباه إلى الخطر
المحتمل للسيزيوم 134 و 137 . إذ أن منتصف عمر السيزيوم 137 يتجاوز 30 عاماً ،
والسيزيوم يلوث اللحم ، وقد اتخذت تدابير خاصة في إسكندنافيا والمملكة المتحدة
للحد من نقل المواشي وذبحها .
ومع أن مجموع
الوفيات نتيجة الحادث كان 31 شخصاً في البداية إلا أنه بلغ ما بين 250 و 300 شخص
بعد أربع سنوات من الحادث كما أعلن رسمياً .
وتوضح البيانات
الطبية عن الفترة 1986 – 1990 ، في منطقة المراقبة الدقيقة حول تشيرنوبل ،
ارتفاعاً بنسبة 50 بالمئة في متوسط تكرار الإصابات بأمراض الغدة الدرقية والأورام
الخبيثة ، ونمو الأنسجة ، وازداد سرطان الدم بنسبة 50% . بالإضافة إلى زيادة خطيرة
في حالات الإجهاض وولادة أطفال بتشوهات جينية ، وجرت عدة محاولات لتقييم الأثار
الصحية لحادث تشيرنوبل خارج الجمهورية السوفياتية . وتبين أنها لم تحدث آثار حادة
، وقدرت الزيادة في أخطار السرطان في نصف الكرة الشمالي ما بين صفر و 0.2% .
وكانت التكاليف
الإقتصادية المباشرة وغير المباشرة لهذا الحادث باهظة جداً ، وقدرت بمبلغ 15 مليار
دولار كحد أدنى ، النسبة الكبرى منها وهي 90% في الجمهورية السوفياتية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق