150 نوعاً من
الجراثيم على راحة اليد
150 species of
bacteria on the palm of the hand
في بحث علمي جديد تبين أن الجراثيم تعيش
بشكل كثيف على جلد الإنسان وتتكاثر وتعيش معه بشكل دائم ، ومنها ما هو مفيد ومنها ما
هو ضار يجب التخلص منه ، وقد جاء على موقع بي بي سي هذا الخبر وسوف نستعرض ما نشر ،
ثم نعلِّق على هذا الكشف العلمي ، وكيف نقرأه قراءة إيمانية وماذا نستفيد منه كمسلمين
.
فقد كشفت دراسة علمية حديثة أعدها باحثون
من جامعة كولارادو في باولدر في الولايات المتحدة أن راحات أكفِّ النساء تحتوي على
طيف أوسع من أنواع الجراثيم المختلفة مقارنة بما هو موجود لدى نظيراتها عند الرجال
، وأن أيدي البشر تجتذب من صنوف البكتريا أعداداً أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً
. وأن ما مجموعه 150 نوعا مختلفا من الجراثيم والكائنات الحية الدقيقة المختلفة تعيش
على راحة يد الفرد الطبيعي لدى كل من النساء والرجال على حد سواء .
وقال الباحثون في دراستهم التي جاءت تحت
عنوان وقائع ومحاضر جلسات الأكاديمية الوطنية للعلوم واستخدموا فيها تقنيات متطورة
لدراسة التسلسل الجيني : إنهم يأملون أن تساعد نتائج البحث العلماء في إرساء قاعدة
صحية لدراسة أنواع الكائنات البكتيرية التي تعيش على جسم الإنسان . إن من شأن هكذا
قاعدة أن تساعد العلماء أيضا في تحديد أي من هذه الكائنات ترتبط بأنواع محددة بعينها
من الأمراض دون سواها .
تقول الدكتور نواه فيرر ، رئيس فريق الباحثين
الذين أجرى الدراسة : إن مجرد معرفة عدد الكائنات البكتيرية التي تم رصدها على راحات
أكف الأشخاص المشاركين الذين شملتهم الدراسة يُعد مفاجأة بحد ذاتها . كما أن معرفة
التنوع الكبير للجراثيم التي عُثر عليها على أكف النساء المشاركات لا تقل أهمية أيضا
، إن الدراسة رصدت وحددت هوية أكثر من 4700 نوعا مختلفا من الكائنات الجرثومية المتواجدة
على 102 راحة كف للأشخاص الذين شملتهم الدراسة . إن خمسة أنواع فقط من الكائنات البكتيرية
التي تم العثور عليها تشترك في كونها موجودة لدى 51 مشاركا في الدراسة .
والأمر اللافت الآخر الذي رصدته الدراسة
هو حقيقة أن راحتي الكف اليسرى واليمني عند نفس الشخص تشتركان فقط بمعدل 17 بالمائة
من الكائنات والأنواع البكتيرية نفسها . وقد فسر الدكتور فيرر ظاهرة رصد تنوع جرثومي
بنسبة أعلى على أكف النساء منها عند الرجال بقوله : ربما تعود إلى حقيقة أن الرجال
أكثر ميلاً إلى وجود نوع من الجلد الحامضي لديهم ، وهذا بدوره يشكل بيئة أكثر قساوة
وطرداً بالنسبة للكائنات الجرثومية الدقيقة . إن وجود الاختلافات في نواح أخرى ، كالعرق
والغدد الزيتية وإنتاج الهرمونات ، ربما تكون عوامل مساهمة أيضا في جذب الجراثيم أو
طردها . هناك أمر آخر وهو أن النساء والرجال يميلون عادة إلى استخدام أنواع مختلفة
من مواد التجميل أو التنظيف ، كالمواد المرطبة للبشرة مثلاً .
صورة مكبرة بالمجهر الإلكتروني للجراثيم
التي تعيش على راحة اليد ، ويقول الدكتور فيرر : إن الدراسة توصلت إلى نتيجة مفادها
أن غسيل اليدين لم يكن له سوى مجرد أثر جد بسيط على التنوع البكتيري الذي وُجد على
يد كل من الرجال والنساء الذين أُخضعوا للبحث . ففي الوقت الذي أبدت مجموعة من الجراثيم
قابلية للزوال عن اليدين ، أظهرت مجموعة أخرى العكس وبقيت " متشبثة " بالجلد
. ولكن تجدر الإشارة إلى أن غسل اليدين باستخدام المنظفات المضادة للبكتيريا يظل الطريقة
الفعالة في القضاء على الجراثيم لدى الجنسين ، لطالما أن مثل هذه المواد المنظفة تستهدف
الجراثيم الضارة تحديداً ، وبالتالي تقلل من مخاطر الإصابة بالمرض .
وفي بحث آخر نشرت نتائجه المجلة الطبية
البريطانية British
Medical Journal خلص الباحثون من خلال مراجعة
51 دراسة إلى أن غسل الأيدي هي طريقة فعالة على المستوى الفردي في
الوقاية من انتشار الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي بل إنها أكثر
فعالية عند اتخاذها في آن واحد .
وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة Cochrane Library وجدوا
أن غسل الأيدي بالصابون والماء فقط وسيلة بسيطة وفعالة لكبح انتشار الفيروسات
التي تصيب الجهاز التنفسي بدءاً من فيروسات البرد اليومية إلى الأنواع
المهلكة التي تؤدي إلى انتشار الأوبئة .
وقد رأت الدراسة أن نسبة التنوع الجرثومي
الموجود على راحة الكف تكون أعلى بثلاثة أضعاف من تلك الموجودة على مقدمة اليد ( الأصابع
) ومنطقة المرفق ، ويبدو أنها تفوق حتى نسبة البكتيريا الموجودة في الفم والأمعاء الغليظة
. ويؤكد الدكتور فيرر : " نحن نعلم أنه من المحتمل أن يكون للجلد المرتبط بالبكتيريا
تأثيراً أكثر أهمية على صحتنا من غيره . لكننا حقيقة لا نعلم كيف يمكن أن تؤثر التجمعات
البكتيرية على صحة الجلد نفسه ، كما لا نعلم إن كانت أنواع محددة من الجراثيم أكثر
فائدة من غيرها أم لا " .
وتقول الدكتورة فاليري كارتيس ، مديرة
مركز الصحة في كلية لندن للصحة والطب المداري : " ما زالت أمام العلم أشواط كبيرة
لكي يقطعها في مجال المعرفة والتعلم عن الكيفية التي تتفاعل وفقها الجراثيم مع الجسم
البشري ، ويُعتقد أنه ربما يكون وجود مثل هذه التجمعات من الكائنات البكتيرية على أيادينا
أمرا مفيداً " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق