فراشة الملك
The
Monarch Butterfly
تعرف أيضاً بفراشة المونارش بالإنجليزية ، هي نوع من الفراش
الكبير ، تتميز بلونها البرتقالي والأسود وهي من عائلة ( Nymphalidae
) . وهي منتشرة في أمريكا الشمالية وانتشرت خلال القرن 18
عبر جنوب المحيط الهادي حتى وصلت إلى أستراليا. وهي تعتبر من أكثر الفراشات
التي بحثها العلماء ، وتشتهر برحيلها عبر مسافات طويلة تبلغ 4000 كيلومتر أحياناً . تنزح فراشة الملك من
شمال الولايات المتحدة و كندا خلال الشتاء جنوباً حتى تصل إلى
وسط المكسيك ، ويقدر عدد النازحين منها كل عام نحو 100
مليون من الفراش . وهذا التجمع الضخم يغطي منطقة غابات مساحتها عدة هكتارات في سيرا نيفادا بالقرب من العاصمة المكسيكية . أما فصيلتهم التي
تعيش غرباً في كندا والولايات المتحدة فهي تقضي فصل الشتاء على ساحل المحيط الهادي جنوباً في كاليفورنيا .
أجنحة فراشة المونارش لوناها برتقالي ، وتحيطها وتتخللها خطوط
سوداء متقاطعة ذات بقع بيضاء مستديرة جميلة . الحدود الخارجية للأجنحة سوداء وبها
صفين من البقع البيضاء . كسمها أسود اللون ، ورأسها أسود اللون أيضاً وعليه نقط
بيضاء ، أما جسمها الخلفي الأسود فيتحلى بثلاثة أو أربعة حلقات رفيعة بيضاء .
ويختلف حجم فراشة المونارش ويبلغ عرض الجناح بين 47 مليمتر و 50 مليمتر .
خلال الأسابيع الأخيرة لفصل الخريف من كل عام تصل ملايين
الفراشات من فراشة المونارش إلى جبال سيرا نيفادا في المكسيك , تأتي هذه الفراشات
عبر رحلة تصل إلى 4000 كيلومتر آتية من شمال الولايات المتحدة الأمريكية و كندا لتمضية
فصل الشتاء في ولاية ميتشوكان بالمكسيك .
وهي تستغل الرياح الحرارية الصاعدة لتعينها على قطع تلك المسافة
الطويلة الفائقة ، حيث تقطع كل يوم مسافة تقدر بنحو 80 كيلومتر . وتجتمع حشود
فراشة المونارش بعد رحلة شهرين في منطقة غابات محدودة الاتساع تبلغ عدة هكتارات
فقط ، ولكنها منطقة مناسبة تماماً لمعيشتهم ، فهي دفيئة وليست رطبة وبها تجمع كثيف
من أشجار الغابات .
كيف تجد فراشة المونارش طريقها إلى تلك البقعة الصغيرة من
المكسيك ؟ يعتقد العلماء أن تلك الخطة من مكونات برمجة جيناتها . فعندما أخذ علماء
الأحياء بعضاً من تلك الفراشات إلى منطقة قريبة من واشنطن العاصمة على الساحل الشمالي الشرقي
للولايات المتحدة ، فقد اتخذ هذا الجمع طريقه إلى نفس المنطقة في المكسيك . ومن
عجيبة الأمر أن تلك الحشود تبلغ أعماراً طويلة بالنسبة لأعمار فراش مونارش الأخرى
من نسلهم ، فأعمار هؤلاء الرحالة تبلغ من ستة إلى سبعة أضعاف أعمار أبنائهم رغم ما
يقومون به من طاقة كبيرة أثناء رحلتهم إلى الجنوب .
وعندما يحل فصل الربيع تتزاوج فراشات المونارش ويلقي بعض منها
نحو 400 بيضة ، ولا يستطيعوا العودة إلى مكانهم الأصلي في أمريكا الشمالية فهم
يقطعون عدة عشرات الكيلومترات فقط . وأما النشأ بعد خروجه من الشرانق يبدأ رحلة العودة
ولكنهم لا يقطعون كل تلك المسافة على مرة واحدة . فالجيل الأول يتجه شمالاً ويقطع
نحو 1000 كيلومتر على نهج أبويه ، وتنتهي حياتهم بعد عدة أسابيع . ثم يخلفهم الجيل
الثاني الذي يظل على هذا الطريق متجهاً إلى الشمال ، وينتهون أيضاً بعد عدة أسابيع
. ولا يستطيع الوصول إلى المنطقة الأصلية للأجداد سوى الجيل الثالث ويصلوها أثناء
الصيف .
سبحان الله ... خلق فابدع
ردحذف