الأربعاء، 23 يناير 2013

فراشة الملك The Monarch Butterfly


فراشة الملك
The Monarch Butterfly


تعرف أيضاً بفراشة المونارش بالإنجليزية ، هي نوع من الفراش الكبير ، تتميز بلونها البرتقالي والأسود وهي من عائلة ( Nymphalidae ) . وهي منتشرة في أمريكا الشمالية وانتشرت خلال القرن 18 عبر جنوب المحيط الهادي حتى وصلت إلى أستراليا.  وهي تعتبر من أكثر الفراشات التي بحثها العلماء ، وتشتهر برحيلها عبر مسافات طويلة تبلغ 4000 كيلومتر أحياناً . تنزح فراشة الملك من شمال الولايات المتحدة و كندا خلال الشتاء جنوباً حتى تصل إلى وسط المكسيك ، ويقدر عدد النازحين منها كل عام نحو 100 مليون من الفراش . وهذا التجمع الضخم يغطي منطقة غابات مساحتها عدة هكتارات في سيرا نيفادا بالقرب من العاصمة المكسيكية . أما فصيلتهم التي تعيش غرباً في كندا والولايات المتحدة فهي تقضي فصل الشتاء على ساحل المحيط الهادي جنوباً في كاليفورنيا .
أجنحة فراشة المونارش لوناها برتقالي ، وتحيطها وتتخللها خطوط سوداء متقاطعة ذات بقع بيضاء مستديرة جميلة . الحدود الخارجية للأجنحة سوداء وبها صفين من البقع البيضاء . كسمها أسود اللون ، ورأسها أسود اللون أيضاً وعليه نقط بيضاء ، أما جسمها الخلفي الأسود فيتحلى بثلاثة أو أربعة حلقات رفيعة بيضاء . ويختلف حجم فراشة المونارش ويبلغ عرض الجناح بين 47 مليمتر و 50 مليمتر .



خلال الأسابيع الأخيرة لفصل الخريف من كل عام تصل ملايين الفراشات من فراشة المونارش إلى جبال سيرا نيفادا في المكسيك , تأتي هذه الفراشات عبر رحلة تصل إلى 4000 كيلومتر آتية من شمال الولايات المتحدة الأمريكية و كندا لتمضية فصل الشتاء في ولاية ميتشوكان بالمكسيك .


وهي تستغل الرياح الحرارية الصاعدة لتعينها على قطع تلك المسافة الطويلة الفائقة ، حيث تقطع كل يوم مسافة تقدر بنحو 80 كيلومتر . وتجتمع حشود فراشة المونارش بعد رحلة شهرين في منطقة غابات محدودة الاتساع تبلغ عدة هكتارات فقط ، ولكنها منطقة مناسبة تماماً لمعيشتهم ، فهي دفيئة وليست رطبة وبها تجمع كثيف من أشجار الغابات .



كيف تجد فراشة المونارش طريقها إلى تلك البقعة الصغيرة من المكسيك ؟ يعتقد العلماء أن تلك الخطة من مكونات برمجة جيناتها . فعندما أخذ علماء الأحياء بعضاً من تلك الفراشات إلى منطقة قريبة من واشنطن العاصمة على الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة ، فقد اتخذ هذا الجمع طريقه إلى نفس المنطقة في المكسيك . ومن عجيبة الأمر أن تلك الحشود تبلغ أعماراً طويلة بالنسبة لأعمار فراش مونارش الأخرى من نسلهم ، فأعمار هؤلاء الرحالة تبلغ من ستة إلى سبعة أضعاف أعمار أبنائهم رغم ما يقومون به من طاقة كبيرة أثناء رحلتهم إلى الجنوب .
وعندما يحل فصل الربيع تتزاوج فراشات المونارش ويلقي بعض منها نحو 400 بيضة ، ولا يستطيعوا العودة إلى مكانهم الأصلي في أمريكا الشمالية فهم يقطعون عدة عشرات الكيلومترات فقط . وأما النشأ بعد خروجه من الشرانق يبدأ رحلة العودة ولكنهم لا يقطعون كل تلك المسافة على مرة واحدة . فالجيل الأول يتجه شمالاً ويقطع نحو 1000 كيلومتر على نهج أبويه ، وتنتهي حياتهم بعد عدة أسابيع . ثم يخلفهم الجيل الثاني الذي يظل على هذا الطريق متجهاً إلى الشمال ، وينتهون أيضاً بعد عدة أسابيع . ولا يستطيع الوصول إلى المنطقة الأصلية للأجداد سوى الجيل الثالث ويصلوها أثناء الصيف .



هناك تعليق واحد: