الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

معاجم اللغة العربية وأنواعها Arabic dictionaries and it's types


معاجم اللغة العربية وأنواعها
Arabic dictionaries and it's types


قال اللغوي الألماني " فيشر " في مقدمة كتابه المعجم التاريخي : " إذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الافتخار بوفرة علوم لغته وبشعوره المبكر بحاجته إلى تنسيق مفرداتها بحسب أصول وقواعد غير العرب " .
وقد تنوعت أنواع المعاجم العربية وتعددت مدارسها واختلفت مناهجها على نحو يعز على الحصر ويستعصي على الشرح ، لهذا سنكتفى هنا بالإشارة إلى أهم هذه المدارس والأنواع .

- والمعاجم العربية تقسم إلى قسمان رئيسيان هما :
(1) معاجم الألفاظ          (2) معاجم المعاني
فالنوع الأول ( معاجم الألفاظ ) : يقوم ترتيب مادته على أساس الشكل أو اللفظ ، والنوع الثاني ( معاجم المعاني ) : يقوم على أساس المعنى ؛ بحيث تجتمع ألفاظ موضوع معين في باب بعينه .

أولاً : معاجم الألفاظ :
واتخذت عدة اتجاهات في مدارس مختلفة على النحو الآتي :

(1) مدرسة الترتيب المخرجي ( أو التقليبات ) :
ومن أشهر معاجم هذه المدرسة : معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي ( وهو أول معجم عربي ) وهي طريقة تبين بوضوح مثال من أمثلة العبقرية الإسلامية ؛ فقد أراد الخليل حصر أبنية اللغة العربية ؛ من مستعمل ومهمل ، بطريقة منطقية رياضية ؛ إذ رأى أن الكلمات العربية قد تكون ثلاثية أو رباعية أو خماسية ، وفي كل حال يمكن تبديل حروف الكلمة إلى جميع احتمالاتها بالانتقال من حرف هجائي إلى الذي يليه ، وبتقليب أماكن هذه الحروف إلى جميع أوجهها الممكنة فأمكن الحصول على معجم يضم جميع كلمات اللغة من الناحية النظرية ؛ ففي أول بابٍ له وهو الخاص بحرف العين ، استوعب فيه جميع الكلمات التي تحوي حرف العين سواءً في أول الكلمة أو وسطها أو أخرها . فسبحان الخالق الذي أبدع هذه العقول .

(2) مدرسة الترتيب الهجائي ؛ وقد أخذت صورتين هما :
/ أ / ترتيب الكلمات تحت حرفها الأول ... { الترتيب الأبجدي العادي } :
وأهمها معجمان هما : المصباح المنير للفيومي و أساس البلاغة للزمخشري ، فالأول مفيدٌ جداً لممارسين الفقه الإسلامي ، مع اعتناءٍ شديد بضبط البنيات والحركات ، وفي خاتمته مختصر مفيدٌ جداً في علم الصرف . أما الثاني فهو مفيدٌ لمن يريد أن يقف على مواطن الحسن في لغته الجميلة ولمن يريد أن يربي ملكته الأدبيه ، وهو نصيحة إمام البيان العربي الرافعي ، وهناك معاجمٌ أخرى تندرج تحت هذه المدرسة ، منها : الجيم للشيباني ، و جمهرة اللغة لابن دريد ، و المقاييس و المجمل لابن فارس ، وهناك معاجم معاصرة أهمها معاجم مجمع اللغة العربية بالقاهرة : المعجم الوجيز و المعجم الوسيط و الكبير .
/ ب / ترتيب الكلمات تحت حرفها الأخير ... { مدرسة القافية } :
وأعلاها وأشهرها هو معجم لسان العرب لابن منظور ، و أوسعها تاج العروس بشرح القاموس للمرتضى الزبيدي ، ومن ميزاته اعتناءه بضبط الأعلام والأماكن ، وكان العلامة الطناحي ينبه على ذلك كثيراً ، ومن معاجم مدرسة القافية أيضاً القاموس المحيط للفيروز آبادي ، و تاج اللغة و صحاح العربية للجوهري ، وقد عظم اعتناء العلماء به ؛ فمن مختصرٍ له ( كالمختار للرازي ) ومن مكملٍ ومستدركٍ له ( كرضي الدين الصاغاتي و ابن بري في التكملة و التنبيه والإيضاح المشهور بحواشي ابن بري ) .

(3) مدرسة الترتيب بحسب الأبنية ؛ وقد أخذت ثلاث صورٍ هي :
/ أ / معاجم أبنية الأسماء والأفعال :
مثل معجم ديوان الأدب للفارابي ، وقد حققه الدكتور العالم الفاضل أحمد مختار عمر ، ونشره مجمع اللغة العربية .
/ ب / معاجم أبنية الأفعال :
مثل معجم الأفعال للسرقسطي ، وقد حققه الدكتور حسين شرف ، ونشره مجمع اللغة العربية .
/ ج / معاجم أبنية المصادر :
منها معجم تاج المصادر لأبي جعفر البيهقي .

ثانياً : معاجم المعاني :
بدأت برسائل مفردة ألفها الأئمة المقدمون ؛ ككتب الإبل والخيل والحيوان والنبات ، للنضر ابن شميل والأصمعي وأبي عبيدة وغيرهم ، وإلى جانبها ظهرت كتب تجمع أكثر من موضوع ككتب الصفات للنضر ابن شميل وكتب الغريب لابن سلام ، ثم جاءت مصنفات اختصت تماماً بالمعاني أو كادت ؛ منها :
المخصص لابن سيده الأندلسي ، وهو أوسعها على الإطلاق ، و الألفاظ لابن السكيت ، و فقه اللغة و سر العربية للثعالبي .
ومنها ما اهتم بالألفاظ الكتابية والتراكيب الأدبية ؛ ومن أفضلها جواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر ، وقد حققه العلامة محيي الدين عبد الحميد رحمه الله ، وهناك كتاب الألفاظ الكتابية للهمذاني - وهو غير بديع الزمان صاحب المقامات - ، ويروي الصفدي أن الصاحب بن عباد قال لما اطلع عليه : (( " لو أدركته لأمرت بقطع يده ولسانه ! " ، فسئل عن السبب فقال : " جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراقٍ يسيرة فأضاعها في أفواه صبيان الكتاب ، ورفع عن المتادبين تعب الدروس والحفظ والمطالعة الكثيرة الدائمة " )) . ولا شك أنها مبالغة ، لكن يكفينا دلالتها على عظم قدر الكتاب ، وضرورة إفادتنا منه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق