الأربعاء، 4 يوليو 2012

ما هو مرض السرطان ؟ What is the cancer ?


ما هو مرض السرطان ؟
What is the cancer ?

مرض السرطان أعاذنا الله وإياكم من كل سوء ، من أكثر الأمراض التي شغلت وما زالت تشغل اهتمام العلماء حول العالم لمحاولة فهم ماهيته . وكما هو معلومٌ أنه لا يمكن علاج أي مرضٍ بدون معرفة تفاصيل حدوثة ومنشأه ، لهذا السبب فإن علاج مرض السرطان هذه الأيام غير مبنيٍّ على دراساتٍ كافيةٍ للقضاء عليه . ولا يستطيع أحد أن يجزم بأننا نعرف أكثر من 5% من طبيعة هذا المرض . وعلى الرغم من هذا فإن هذه الخمسة في المئة يطول شرحها .


كما نعلم فإن الجسم البشري يتكون من تريليونات من الخلايا ؛ سنحتاج إلى تحويل الخلية في هذه الأمثلة إلى شخصٍ ليسهُل الفهم . هذا المرض دائمًا وأبدًا يبدأ من خليةٍ واحدةٍ - شخص واحد - وهذه من أهم قواعد المرض التي تدرّس في الكليات . إذاً ما الذي يحتاجه عضوٌ في المجتمع – خلية - ليصبح قويًا كمًّا وكيفًا بما فيه الكفاية ليهزم المجتمع كاملاً ؟؟!
الشرط الأول هو الإكتفاء الذاتي : تحتاج الخلية لأن تكتفي بذاتها وتكون سيدة نفسها في التحكم في انقساماتها وتحركاتها ، وستخرج عن النظام الهرموني والعصبي في الجسم . وستحاول الحصول على عوامل النمو بدون مرورٍ على الأنظمة التي تسمح بهذا في الجسم مثل الهرمونات أو ستسخره لمصالحها .

- صورة بالمجهر الإلكتروني لخلية سرطانية مكبرة من رئة مصابة بالسرطان –

الشرط الثاني هو التهرب من أنظمة العقاب : هذا ما تفعله الخلية ؛ لأنها تعلم أنها مطاردةٌ من قِبَلِ جهاز المناعة في الجسم فتحذف أجزاءً من حمضها النووي التي لو تم قرائتها لكشف أمرها ٬ وينطبق الكلام على - عضو المجتمع - فسيحرص على الهرب أو الإختباء .
الشرط الثالث هو أن تهرب من نظام الإنتحار الذاتي المبرمج داخل كل خلية : هنا تظهر عظمة الخالق سبحانه وتعالى ، لو رجعنا إلى صديقنا - عضو المجتمع - سنجد صعوبة في تطبيق هذا الشرط عليه ، لأنه يعني في حالته إحساسه بالذنب لما فعل ، غالبًا لن يتراجع لمجرد أنه أحس بالذنب ، لكن الخلية ستفعل وستنتحر في الفور إذا لم تثبط هذا النظام فوراً - هذا النظام يعمل في الحالات التي تشعر الخلية بأن هنالك مشاكلاً وأعطالاً كبيرةً جداً وغير قابلةٍ للتعديل في الحمض النووي .


الشرط الرابع هو القدرة الكبيرة على التكاثر : وهذا الشرط تكمن أهميته في أن نظام المناعة غالبًا ما يتعرف على الخلايا المسرطنة “ أبناء الخلية الأم ” وتقتل بعضها . فإذا لم تكن الخلية تكاثرت بعددٍ كافي لاستمراريتها فسوف يفشل المشروع بعد فترةٍ قصيرة . غالبَا ما تقوم بتفعيل إنزيمات لإطالة عُمرِ الحمض النووي تسمى بالــ ( Telomerase ) .
الشرط الخامس وهو من أهم الشروط شرط الأكل والشرب : كيف لهذا المشروع أن يكتمل بدون غذاءٍ وأوعيةٍ دمويةٍ جديدة تبثّ الدم الممتلىء بالغذاء على الخلايا السرطانية ؟ لذا تحرص الكتلة السرطانية على إنشاء أوعيةٍ دمويةٍ جديدةٍ خاصةً بها . - يشبه كثيرًا طلب مدِّ الكهرباء والمياه لمخطط - تحتاج إلى تجاوز الأنظمة في أحد البلديات أو وزارة المياه لتصل إليك الأنابيب - ، والخلية تغير بعض الصفحات في الحمض النووي لجعل هذه الشرايين تتوجه إليها مباشرة .

- صورة هستولوجية لخلية سرطانية منتقلة لأحد أعضاء الجسم عن طريق الأوعية اللمفاوية –

ونلحظ هنا أن عملية تحول الخلية إلى خليةٍ سرطانيةٍ عمليةٌ متعبةٌ وطويلةٌ ؛ لذا أثبت العلماء أن هذه العملية تأخذ سنواتٍ حتى تصبح ورمًا محسوساَ ، أي ان الخلية الأم كانت مسرطنةً قبل ظهور الورم بسنواتٍ عديدةٍ . هذه الشروط الخمسة ليست إلا مقدمةً بسيطةً في علم الاورام ، وسيحتاج الحديث عن أسبابٍ لهذه الظواهر مناسبات أخرى ، ولكن نأمل أن نرى في السنين القادمة علماء عرباً ومسلمين يضيفون لهذا العلم ويدخلون التاريخ من أحد أشرف أبوابه . عافى الله المبتلين بهذا المرض في كل مكان وزمان وأثابهم خيراً . اللهم احمِنا وأهلينا وأحبابنا والمسلمين من سيء الأسقام ؛ اللهم آمين .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق