متن الأربعين نووية
الحديث الأول : عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله
عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عـليه وسلم يـقـول : ( إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى . فمن كـانت هجرته إلى
الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . متفق عليه
الحديث الثاني : عن عمر رضي الله عنه ، قال : بينما
نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض
الثياب ، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثـر السفر ولا يعـرفه منا أحـد . حتى جـلـس
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه ،
وقـال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقـال رسـول الله صـلى الله
عـليه وسـلـم : ( الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه
إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله وتـقـيـم الصلاة وتـؤتي الـزكاة وتـصوم
رمضان وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " .
فعجبنا له ، يسأله ويصدقه ؟ قال : " فأخبرني عن الإيمان " ، قال : ( أن
تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : "
صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله
كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة "
، قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها "
، قال : ( أن تلد الأم ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون
في البنيان ) ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال : ( يا عمر أتدري من السائل ؟ ) ، قلت
: " الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم )
. رواه مسلم
الحديث الثالث : عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب رضي
الله عـنهما ، قـال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسـلم يقـول : ( بـني الإسـلام على خـمـس : شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد
رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيـتـاء الـزكـاة ، وحـج البيت ، وصـوم رمضان )
. متفق عليه
الحديث الرابع : عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه ،
قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق - : ( إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ، ثم يكون
علقة مثل ذلك ، ثم يكون مـضغـة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ،
ويـؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ؛ فوالله الـذي لا
إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل
أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل
الجنة فيدخلها ) . متفق عليه
الحديث الخامس : عن أم المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها ،
قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في
أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد ) . رواه البخاري
وفي رواية لمسلم : ( مـن عـمـل
عـمـلاً لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد ) .
الحديث السادس : عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما ،
قـال : سمعـت رسـول الله صلى الله عـليه وسلم يقول : ( إن
الحلال بيِّن ، وإن الحـرام بيِّن ، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من
الناس ، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ، ومن وقع في الشبهات وقـع
في الحرام ، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ،
ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله ، وإذا
فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ، ألا وهي الـقـلب ) . متفق عليه
الحديث السابع : عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي الله عنه ، أن
النبي صلى الله عـليه وسـلم قـال : ( الـديـن النصيحة ) ،
قلنا : لمن ؟؟ قال : ( لله ، ولـكـتـابـه ، ولـرسـولـه ، ولأ ئـمـة الـمـسـلـمـيـن
وعــامـتهم ) . رواه مسلم
الحديث الثامن : عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلـم قـال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا
إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويـقـيـمـوا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا
فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى )
. متفق عليه
الحديث التاسع : عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه ، قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما نهيتكم
عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم
كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ) . متفق عليه
الحديث العاشر : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ،
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من
الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال تعالى : { يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب ! يا
رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ؟ )
. رواه مسلم
الحديث الحادي عشر : عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول الله صلى
الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عـنهـما ، قـال : حـفـظـت مـن رســول الله صلى
الله عـليـه وسلم : ( دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك
) . رواه الترمذي والنسائي
الحديث الثاني عشر : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه ) .
رواه الترمذي وابن ماجه
الحديث الثالث عشر : عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي الله عـنـه ، خــادم
رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلم ، عن
النبي صلى الله عـلـيـه وسـلـم قــال : ( لا يـؤمـن
أحـدكـم حـتى يـحـب لأخـيـه مــا يـحـبـه لـنـفـسـه ) . متفق عليه
الحديث
الرابع عشر : عن ابن مسعود
رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم [ يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ] إلا
بـإحـدى ثـلاث : الـثـيـب الــزاني ، والـنـفـس بـالنفس ، والـتـارك لـديـنـه
الـمـفـارق للـجـمـاعـة ) . متفق عليه
الحديث الخامس عشر : عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه ، أن رســول الله صلى الله
عـليه وسـلـم قــال : ( مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم
الأخـر فـلـيـقـل خـيـرًا أو لـيـصـمـت ، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الأخر
فـليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ) . متفق عليه
الحديث السادس عشر : عــن أبـي هـريـرة رضي الله عــنـه ، أن رجــلا قـــال للـنـبي صلى الله عـلـيـه وسـلـم : أوصــني . قال : ( لا تغضب ) فردد مرارًا ، قال : ( لا تغضب ) .
رواه البخاري
الحديث السابع عشر : عـن أبي يعـلى شـداد بـن أوس رضي الله عـنه ، عـن
الـرسـول صلى الله عـليه وسلم قـال : ( إن الله كتب
الإحـسـان عـلى كــل شيء ، فـإذا قـتـلـتم فـأحسـنوا القـتـلة ، وإذا ذبـحـتم
فـأحسنوا الذبحة ، وليحد أحـدكم شـفـرتـه ، ولـيـرح ذبـيـحـته ) . رواه
مسلم
الحديث الثامن عشر : عـن أبي ذر
جـنـدب بـن جـنـادة ، وأبي عـبد الـرحـمـن معـاذ بـن جـبـل رضي الله عـنهما ، عـن
الرسول صلى الله عـليه وسلم ، قـال : ( اتـق الله حيثما
كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخـلـق حـسـن ) . رواه
الترمذي
الحديث التاسع عشر : عـن أبي العـباس عـبد الله بن عـباس رضي الله عـنهما ،
قــال : كـنت خـلـف النبي صلى الله عـليه وسلم يـوماً ، فـقـال : ( يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات : احـفـظ الله يـحـفـظـك ،
احـفـظ الله تجده تجاهـك ، إذا سـألت فـاسأل الله ، وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن
بالله ، واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك
إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك ، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك
إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك ؛
رفـعـت الأقــلام ، وجـفـت الـصـحـف ) . رواه الترمذي
وفي رواية غير الترمذي : ( احفظ
الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم
يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم ـن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع
الكرب ، وأن مع العسر يسرا ) .
الحديث العشرون : عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك
الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم
تستح فاصنع ما شئت ) . رواه البخاري
الحديث الواحد والعشرون : عن أبي عمرو ، وقيل أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي
رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! قـل لي في
الإسـلام قـولاً لا أسـأل عـنه أحــدًا غـيـرك ؛ قـال : ( قــل : آمـنـت بـالله ،
ثـم اسـتـقم ) . رواه مسلم
الحديث الثاني والعشرون : عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله
عنهما : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
: أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم
أزد على ذلك شيئاً ؛ أأدخل الجنة ؟ قال : ( نعم ) . رواه مسلم
الحديث الثالث والعشرون : عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ، قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر
الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملأن – أو : تملأ –
ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة
لك أو عليك ؛ كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها ) . رواه
مسلم
الحديث الرابع والعشرون : عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال : (
يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعـلته بيـنكم محرما ؛ فلا تـظـالـمـوا .
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا
من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني
أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا
فأستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي
فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكمم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل
واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم
وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي !
لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد
مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي !
إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن
وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) . رواه مسلم
الحديث الخامس والعشرون : عن أبي ذر رضي الله عنه ، أن
ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا
رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ؛ يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ،
ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم . قـال : ( أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون ؟
إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ،
وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، وفي بعض أحـدكم صـدقـة ) . قالوا : يا
رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : ( أرأيتم لو وضعها في
حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر ) . رواه
مسلم
الحديث السادس والعشرون : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم
تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع
له عليها متاعة صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ،
وتميط الأذي عن الطريق صدقة ) . متفق عليه
الحديث
السابع والعشرون : عن النواس
بن سـمعـان رضي الله عـنه ، عـن النبي صلى الله عـليه وسلم قـال : ( الـبـر حـسـن الـخلق والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن
يـطـلع عــلـيـه الـنـاس ) . رواه مسلم
وعن وابصه بن
معبد رضي الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فقال : ( جئت تسأل عن البر ؟ ) قلت : نعم ؛ فقال : ( استفت قلبك ؛ البر ما
اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ،
وإن أفتاك الناس وأفتوك ) . روي في مسند الإمام أحمد بن حنبل والدارمي
الحديث الثامن والعشرون : عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي الله عنه ، قال : وعـظـنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعـظة وجلت منها القلوب
، وذرفت منها الدموع ، فـقـلـنا : يا رسول الله ! كأنها موعـظة مودع فـأوصنا ، قال
: ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعــش منكم
فسيرى اخـتـلافـا كثيرًا ، فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين عـضوا
عـليها بالـنـواجـذ ، واياكم ومـحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلاله ) . رواه
أبو داود والترمذي
الحديث التاسع والعشرون : عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنه ويباعدني عن
النار ، قال : ( لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله
لا تشرك به شيئاَ ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ) ثم
قال : ( ألا أدلك على أبواب الخير ؟ : الصوم جنة ، والصدقة تطفىء الخطيئة كما
يطفىء الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ) ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن
المضاجع } حتى بلغ { يعملون } [ 32 سورة السجدة / الأيتان : 16 و 17 ] ثم قال : (
ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ ) قلت : بلى يا رسول الله ، قال : (
رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ) ثم قال : ( ألا أخبرك
بملا ذلك كله ؟ ) فقلت : بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال : ( كف عليك هذا ) ،
قلت : يا نبي الله وإنما لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ( ثكلتك أمك وهل يكب
الناس في النار على وجوههم – أو قال : ( على مناخرهم ) - إلا حصائد ألسنتهم ؟! ) .
رواه الترمذي
الحديث الثلاثون : عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه ، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إن الله تعالى
فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودًا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت
عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) . رواه الدارقطني
الحديث الواحد والثلاثون : عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله !
دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ؛ فقال : ( ازهد في الدنيا يحبك
الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) . رواه ابن ماجة
الحديث الثاني والثلاثون : عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله
عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ضرر
ولا ضرار ) . رواه ابن ماجة والدارقطني ومالك في الموطأ
الحديث الثالث والثلاثون : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال : ( لو يعطى الناس بدعواهم ، لادعى رجال
أموال قوم ودماءهم ، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ) . رواه
البيهقي
الحديث الرابع والثلاثون : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكراً فلغيره
بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعـف الإيمان ) .
رواه مسلم
الحديث الخامس والثلاثون : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا
تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ،
المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا
) - ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات – ( بحسب امرىء أن يحقر أخاه
المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) . رواه مسلم
الحديث السادس والثلاثون : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، قال : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس
الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا
والاخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والأخرة ، والله في عون العبد ما كان
العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنه
، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ؛ إلا
نزلت عليهم السكينه ، وغشيتهم الرحمه ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ،
ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) . رواه مسلم
الحديث السابع والثلاثون : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، قال : ( إن
الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها
الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى
سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة
كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة ) . متفق عليه
الحديث الثامن والثلاثون : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا
فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي
يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي
يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ،
ولئن استعاذني لأعيذنه ) . رواه البخاري
الحديث التاسع والثلاثون : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ
والنسيان وما استكرهوا عليه ) . رواه ابن ماجه والبيهقي
الحديث الأربعون : عـن ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما ، قــال : أخـذ الرسول
صلى الله عـليه وسلم بمنكبي ، فقال : ( كن في الدنيا
كـأنـك غـريـب أو عـابـر سبـيـل ) . رواه البخاري
وكـان ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما يقول : إذا أمسيت فلا
تـنـتـظـر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تـنـتـظـر المساء ، وخذ من صحـتـك لـمـرضـك ،
ومن حـياتـك لـمـوتـك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق