الجمعة، 20 يوليو 2012

بارباروسا Barbarossa

بارباروسا       Barbarossa



خير الدين بربروس ( 1470 – 1546 ) كان قائد الأساطيل العثمانية وكان مجاهداً بحرياً ، ولد في جزيرة لسبوس ( في اليونان المعاصرة ) وتوفي في الآستانة ( إسطنبول ) . اسمه الأصلي هو خضر بن يعقوب ولقبه خير الدين باشا . بينما عرف لدى الأوربيين ببارباروسا ( أي ذو اللحية الحمراء ) .
خير الدين كان الأصغر في أربع اخوة هم إسحاق وعروج وإلياس ومحمد . والده هو يعقوب وهو إنكشاري أو سباهي من فاردار ، وأمه سيدة مسلمة أندلسية ، كان لها الأثر على أولادها في تحويل نشاطهم شطر بلاد الأندلس التي كانت تئنّ في ذلك الوقت من بطش الأسبان والبرتغاليين .
عمل الأخوة الأربعة كبحارة ومقاتلين في البحر المتوسط ضد قرصنة فرسان القديس يوحنا المتمركزين في جزيرة رودس . قُتل إلياس في معركة ، وأُسر عروج في  رودسالذي ما لبث أن فر إلى إيطاليا ومنها إلى مصر . استطاع عروج أن يحصل على مقابلة مع السلطان قنصوه الغوري الذي كان بصدد إعداد أسطول لإرساله إلى الهند لقتال البرتغاليين ، أعطى الغوري عروج سفينة بجندها وعتادها لتحرير جزر المتوسط من  القراصنة الأوربّيين .
حوالي عام 1505 م استطاع عروج الاستيلاء على 3 مراكب واتخذ من جزيرة جربة ( تونس ) مركزًا له ، ونقل عملياته إلى غرب المتوسط .
طبقت شهرة عروج الآفاق عندما استطاع بين العامين 1504 و 1510 انقاذ الآلاف من مسلمي الأندلس ونقلهم إلى شمال إفريقيا . في عام 1516 استطاع تحرير الجزائر ثم تلمسان مما دفع أبو حمو موسى الثالث إلى الفرار . تآمر أبو زيان ضده فقتله وأعلن نفسه حاكمًا على الجزائر . استشهد عروج وعمره 55 عاماً في معركة ضد الإسبان الذين كانوا يحاولون إعادة احتلال تلمسان وخلفه أخوه الأصغر خير الدين .
استطاع خير الدين صد الجيش الأسباني الذي حاول احتلال الجزائر في عام 1529 ، وفي عام 1531 ميلادية استولى على تونس مجبرًا الملك الحسن بن محمد الحفصي على الفرار .
وفي عام 1533 ميلادية عين السلطان العثماني خير الدين قائداً عاماً ( باش قبودان ) للأسطول العثماني ، وبعد فرار الملك الحسن بن محمد الحفصي من تونس ، طلب الحسن مساعدة الأسبان عام 1535 ميلادية ، فأرسل شارل الخامس حملة استطاعات الإستيلاء على تونس في نفس العام .
وفي عام 1538 ميلادية سحق الأسطول العثماني بقيادة الباش قبودان خير الدين باربروس أسطول شارل الخامس في معركة بروزة التي أمنت سيطرة العثمانيين على شرق المتوسط لمدة الــ 33 عاماً المقبلين .
في عام 1541 ميلادية أقصى أحمد بن الحسن الحفصي أباه عن حكم تونس لتبعيته للإسبان ، وخلال الحرب الإيطالية من عام 1542 إلى عام 1546 ميلادية ، وتحديداً في عام 1544 م ، أعلنت اسبانيا الحرب على فرنسا ، وطلب فرانسوا الأول ملك فرنسا المساعدة من السلطان سليمان العثماني . فأرسل السلطان سليمان خير الدين على رأس أسطول كبير وتمركز في مارسيليا التي تنازل عنها الفرنسيين للعثمانيين لمدة 5 أعوام . ونجح خير الدين في دحر الإسبان من نابولي والساحل الفرنسي .
وعلى منوال أخيه عروج قام خير الدين بإنقاذ 70.000 مسلم أندلسي ( المدجنون ) مستخدماً أسطولا من 36 سفينة في 7 رحلات ووطنهم في مدينة الجزائر مما حصنها ضد الهجمات الإسبانية .
توفي خير الدين عن عمر 65 عاماً في قصره المطل على مضيق البوسفور بالآستانة ، وخلفه ابنه حسن باشا في حكم الجزائر . وما زال قبره ماثلاً للعيان في اسطنبول .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق