الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الرأسمالية Capitalism


الرأسمالية     Capitalism


يشير مصطلح الرأسمالية بشكل عام إلى نظام اقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل عام مملوكة ملكية خاصة أو مملوكة لشركات تعمل بهدف الربح ، وحيث يكون التوزيع ، الإنتاج وتحديد الأسعار محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب .
بحسب الحتمية التاريخية بحسب ماركس ، فإن الرأسمالية هي ثمرة التطور الصناعي و النقلة النوعية في وسائل الإنتاج المتخلفة في العصر الإقطاعي إلى الوسائل المتطورة في الثورة الصناعية و التي كانت ظهور الرأسمالية فيها كأحد التبعات ، عقب التوسع العظيم في الإنتاج بدأت الإمبريالية بالظهور من خلال وجود شركات إحتكارية تسعى للسيطرة على العالم فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لاحتلال أراضي الآخرين و تأمين أسواق لتلك الشركات و هذا فيما يعرف بالفترة الاستعمارية ، ظلت ذيول هذا الاستعمار على الرغم من استقلال العديد من الدول لاحقاً حيث مولت هذه الشركات عدة انقلابات عسكرية في فترة الخمسينات و الستينات في دول أمريكا اللاتينية بهدف الحفاظ على هيمنتها على تلك الدول .
تؤمن الأنظمة الرأسمالية بالفكر الليبرالي و هو انتهاج الرأسمالية كاقتصاد و الديمقراطية كسياسة ، تعتبر المقولة الفرنسية ( دعه يعمل دعه يمر ) هي الشعار المثالي للرأسمالية التي تعمل على حرية التجارة و نقل البضائع و السلع بين البلدان و دون قيود جمركية ، كانت الشيوعية بتمسكها المفرط بالحد من الملكية التي بنظرها السبب الرئيسي لإستغلال الإنسان لأخيه الإنسان كرد فعل على التوسع المفرط في الملكية داخل النظام الرأسمالي المنقسم لطبقتين الأولى ثرية و الأخرى فقيرة وعاملة اصطلح عليها كارل ماركس بـ ( البروليتاريـا ) .
وبهذا يكون تعريف الرأسمالية بالتالي فهي نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية يقوم على أساس تنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها ، متوسعاً في مفهوم الحرية ، ولقد ذاق العالم بسببه ويلات كثيرة ، وما تزال الرأسمالية تمارس ضغوطها وتدخلها السياسي والاجتماعي والثقافي وترمي بثقلها على مختلف شعوب الأرض .
وأما تأسيس الرأسمالية فقد كان تدريجياً ، حيث كانت أوروبا محكومة بنظام الإمبراطورية الرومانية التي ورثها النظام الإقطاعي . ثم ظهرت ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البورجوازية تاليةً لمرحلة الإِقطاع ومتداخلة معها . ثم تلت مرحلة البورجوازية مرحلة الرأسمالية وذلك منذ بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل متدرج ، فلقد ظهرت أولاً الدعوة إلى الحرية وكذلك الدعوة إلى إنشاء القوميات اللادينية والدعوة إلى تقليص ظل البابا الروحي ، ثم ظهر المذهب الحر ( الطبيعي ) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في فرنسا حيث ظهر الطبيعيون .
ومن أشهر دعاة هذا المذهب :
·        فرانسوا كيزني ( 1694 – 1778 ) ولد في فرساي بفرنسا ، وعمل طبيباً في بلاط لويس الخامس عشر , لكنه اهتم بالاقتصاد وأسس المذهب الطبيعي , نشر في سنة ( 1756م ) مقالين عن الفلاحين وعن الجنوب ، ثم أصدر في سنة ( 1758م ) الجدول الاقتصادي وشبَّه فيه تداول المال داخل الجماعة بالدورة الدموية ، قال ميرابو حينذاك عن هذا الجدول بأنه : " يوجد في العالم ثلاثة اختراعات عظيمة هي الكتابة والنقود والجدول الاقتصادي " .
·        جون لوك ( 1632 - 1704 ) صاغ النظرية الطبيعية الحرة حيث يقول عن الملكية الفردية : " وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة الإِنسان ، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة " .
ومن ممثلي هذا الاتجاه أيضاً تورجو و ميرابو و ساي و باستيا .              
ظهر بعد ذلك المذهب الكلاسيكي الذي تبلورت أفكاره على أيدي عدد من المفكرين الذين من أبرزهم :
·         آدم سميث ( 1723 – 1790 ) وهو أشهر الكلاسيكيين على الإِطلاق ، ولد في مدينة كيركالدي في اسكوتلندا ، ودرس الفلسفة ، وكان أستاذاً لعلم المنطق في جامعة جلاسجو , سافر إلى فرنسا سنة ( 1766م ) والتقى هناك أصحابَ المذهب الحر . وفي سنة ( 1776م ) أصدر كتابه ( بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم ) هذا الكتاب الذي قال عنه أحد النقاد وهو ( أدمون برك ) : " إنه أعظم مؤلف خطه قلم إنسان " .
·         دافيد ريكاردو ( 1772 – 1823 ) قام بشرح قوانين توزيع الدخل في الاقتصاد الرأسمالي ، وله النظرية المعروفة باسم " قانون تناقص الغلة " ويقال عنه إنه كان ذا اتجاه فلسفي ممتزج بالدوافع الأخلاقية لقوله : " إن أي عمل يعتبر منافياً للأخلاق ما لم يصدر عن شعور بالمحبة للآخرين " .
·         روبرت مالتوس ( 1766 – 1830 ) اقتصادي إنجليزي كلاسيكي متشائم صاحب النظرية المشهورة عن السكان إذ يعتبر أن عدد السكان يزيد وفق متوالية هندسية بينما يزيد الإِنتاج الزراعي وفق متوالية حسابية كما سيؤدي حتماً إلى نقص الغذاء والسكن .
·         جون استيوارت مل ( 1806 - 1873 ) يعدُّ حلقة اتصال بين المذهب الفردي و المذهب الاشتراكي فقد نشر سنة ( 1836م ) كتابه ( مبادئ الاقتصاد السياسي ) .
·         اللورد كينز ( 1946 – 1883 ) صاحب النظرية التي عرفت باسمه والتي تدور حول البطالة والتشغيل والتي تجاوزت غيرها من النظريات إذ يرجع إليه الفضل في تحقيق التشغيل الكامل للقوة العاملة في المجتمع الرأسمالي ، وقد ذكر نظريته هذه ضمن كتابه ( النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود ) الذي نشره سنة 1936م .
·         دافيد هيوم ( 1711 - 1776م ) صاحب نظرية النفعية التي وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن : " الملكية الخاصة تقليداً تبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم " .
·         أدمون برك من المدافعين عن الملكية الخاصة على أساس النظرية التاريخية أو نظرية تقادم الملكية .
أما أسس الرأسمالية فهي التالية :
1.    البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب إلا ما تمنعه الدولة لضرر عام كالمخدرات مثلاً .
2.    تقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق لأن يستغل كل إنسان قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وتوفير القوانين اللازمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن .
3.    المنافسة والمزاحمة في الأسواق .
4.    نظام حرية الأسعار وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب ، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها .
أما عن أشكال الرأسمالية فهي كالتالي :
-         الرأسمالية التجارية التي ظهرت في القرن السادس عشر إثر إزالة الإِقطاع ، إذ أخذ التاجر يقوم بنقل المنتجات من مكان إلى آخر حسب طلب السوق فكان بذلك وسيطاً بين المنتج والمستهلك .
-         الرأسمالية الصناعية التي ساعد على ظهورها تقدم الصناعة وظهور الآلة البخارية التي اخترعها جيمس وات سنة 1770م والمغزل الآلي سنة 1785م مما أدى إلى قيام الثورة الصناعية في إنجلترا خاصة وفي أوروبا عامة إبان القرن التاسع عشر . وهذه الرأسمالية الصناعية تقوم على أساس الفصل بين رأس المال وبين العامل ، أي بين الإِنسان وبين الآلة .
-         نظام الكارتل الذي يعني اتفاق الشركات الكبيرة على اقتسام السوق العالمية فيما بينها مما يعطيها فرصة احتكار هذه الأسواق وابتزاز الأهالي بحرية تامة . وقد انتشر هذا المذهب في ألمانيا واليابان .
-         نظام الترست والذي يعني تكوين شركة من الشركات المتنافسة لتكون أقدر في الإِنتاج وأقوى في التحكم والسيطرة على السوق .
-         الرأسمالية المالية التي ظهرت بعد تطور وظيفة الأبناك ، حيث انتقلت هذه الأخيرة من دور إيداع وحفظ الأموال إلى المساهمة بشكل فعال في الاقتصاد ، إن لم نقل العمود الفقري الرئسي لكل الاقتصاد العالمي .

هيلين كيلر Helen Keller The Miracle أعجوبة المعاقين في كل العصور


هيلين كيلر  Helen Keller The Miracle
أعجوبة المعاقين في كل العصور

( مواليد 27 يونيو 1880 - 1 يونيو 1968) . أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية ، وهي تعتبر إحدى رموز الإرادة الإنسانية ، حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر ، واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية لما قاومته من إعاقتها حيث أن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة .
ولدت هيلين كيلر في مدينة توسكومبيا في ولاية ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880 م ، وهي ابنة الكابتن أرثر كلير وكايت أدامز كلير . وتعود أصول العائلة إلى ألمانيا . لم تولد هيلين عمياء وصماء لكن بعد بلوغها تسعة عشر شهرًا أُصيبت بمرض شخصه الاطباء أنه التهاب السحايا والحمى القرمزية أفقدها السمع والبصر ، في ذلك لوقت كانت تتواصل مع الاخرين من خلال مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة الاشارة وعند بلوغها السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها مع عائلتها .
في سنة 1886 ألهمت والدتها بقصة لورا بردجمام التي كانت أيضاً عمياء وصماء واستطاعت الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية . فذهبت إلى مدينة بالتمور لمقابلة طبيب مختص بحثاً عن نصيحة ، فأرسلها إلى ألكسندر غراهام بل الذي كان يعمل آنذاك مع الاطفال الصم فنصح والديها بالتوجه إلى معهد بركينس لفاقدي البصر حيث تعلمت لورا بردجهام . وهناك تم اختيار المعلمة آن سوليفان التي كانت في العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين وموجهتها ولتبدأ معها علاقة استمرت 49 سنة .
حصلت آن على إذن وتفويض من العائلة لنقل هيلين إلى بيت صغير في حديقة المنزل بعيداً عن العائلة ، لتعلّم الفتاة المدللة بطريقة جديدة فبدأت التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفها وتعليمها الاحساس بالاشياء عن طريق الكف . فكان سكب الماء على يدها يدل عن الماء وهكذا بدأت التعلم ومعرفة الاشياء الأخرى الموجودة حولها ومن بينها لعبتها الثمينة .
في سنة 1890 عرفت هيلين بقصة الفتاة النرويجية راغنهيلد كاتا التي كانت هي أيضاً صماء وبكماء لكنها تعلمت الكلام . فكانت القصة مصدر الهام لها فطلبت من معلمتها تعليمها الكلام وشرعت آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الاخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على كفها . لاحقا تعلمت هيلين طريقة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة من خلالها ليس فقط باللغة الإنجليزية ولكن أيضاً بالألمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية .
بعد مرور عام تعلمت هيلين تسعمائة كلمة ، واستطاعت كذلك دراسة الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات .
وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها .
ثم في مرحلة ثانية أخذت سوليفان تلميذتها إلى معلمة قديرة تدعى ( سارة فولر ) تعمل رئيسة لمعهد ( هوارس مان ) للصم في بوسطن وبدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليمها الكلام ، بوضعها يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بدقة طريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين .
وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم الأصوات التي كانت هيلين تصدرها .
لم يكن الصوت مفهوماً للجميع في البداية ، فبدأت هيلين صراعها من أجل تحسين النطق واللفظ ، وأخذت تجهد نفسها بإعادة الكلمات والجمل طوال ساعات مستخدمة أصابعها لالتقاط اهتزازات حنجرة المدرسة وحركة لسانها وشفتيها وتعابير وجهها أثناء الحديث .
وتحسن لفظها وازداد وضوحاً عاماً بعد عام في ما يعد من أعظم الانجازات الفردية في تاريخ تريبة وتأهيل المعوقين .
ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتباً .
ثم التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات ، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين .
ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات لالقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات .
بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين ، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان .
وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً ، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين .
ثم دخلت في كلية ( رادكليف ) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الإنجليزية ، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية .
ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة ، إنها حقاً معجزة بشرية .
في الثلاثينات من القرن الماضي قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم ، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم ، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تنهال عليها من مختلف العالم .
ألفت هيلين كتاب ( أضواء في ظلامي ) وكتاب ( قصة حياتي في 23 فصلاً و132صفحة في 1902 ) ، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً .
واحدة من عباراتها الشهيرة : " عندما يُغلق باب السعاده ، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلاً إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا " .